خبير في منظمة الصحة العالمية: محاولات علمية للكشف عن لغز «سارس» الغامض

TT

جنيف ـ أ.ف.ب ـ رويترز: قال مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية ان من المحتمل ان تزيد وفيات وباء الالتهاب الرئوي الحاد «سارس» عن معدلها الحالي بين 6 و10 في المائة، ولكن من المبكر للغاية التنبؤ بمدى ارتفاع هذا المعدل. وذكر مارك سولتر رئيس قطاع المستشفيات في المنظمة ومقرها جنيف ان «المعدل يتسارع. ينتابنا القلق، ولكنها ليست مفاجأة بالنسبة لنا». وقال ان هناك امورا كثيرة ما زالت غامضة حول المرض الذي يستمر بالانتشار حول العالم، وان العلماء يحاولون كشف حقيقة هذه الامور. ومن المسائل التي يحاول الخبراء توضيحها سبب التفاوت بين معدلات الوفيات بين بلد وآخر، وسبب ارتفاع الوفيات في دول معروفة بامتلاكها لنظم صحية متطورة جدا. كما يتساءل الخبراء لماذا يبدو وكأن الاطفال محيدون نسبيا عن هذا المرض، ولماذا يتطور الفيروس بنسبة اقل لدى بعض المصابين مما يتطور أكثر لدى آخرين.

وقال المسؤول ان «معدل الوفيات بـ«سارس» يتراوح بين 6 و10%، رغم انه يختلف بشكل كبير بين بلد وآخر». واضاف «يبدو ان هناك معدلا مرتفعا من الوفيات في مناطق تتمتع بهياكل صحية متقدمة كما في سنغافورة وفي كندا، بينما ينخفض معدل الوفيات في مناطق معروفة بقلة تطور هياكلها». واكتشف الباحثون انه وبعد اسبوعين على الاصابة، اما أن يتخذ المرض منحى خطيرا، او لا يتخذ. وفي هذه المرحلة، ينتقل حوالى 10% من المصابين الى مرحلة خطيرة، فيما تتجه النسبة الباقية باتجاه مرحلة الشفاء. وقال سولتر «اننا نحاول ان نفهم سبب انتقال بعض الاشخاص الى مرحلة خطيرة من المرض».

وفي ما يتعلق بموضوع انتقال العدوى، قال سولتر انه لا يوجد اي دليل على امكان ان يحمل اشخاص معينون الفيروس من دون ان تبدو عليهم عوارض المرض، او من دون ان ينقلوه الى محيطهم. واوضح ان منظمة الصحة العالمية لم تطلع على اي حالة عاد فيها المرض من جديد لدى اشخاص سبق ان شفوا منه. واشار الى ان الدول تعتمد علاجات مختلفة، الا انه لم يتم التثبت علميا من فاعلية اي منها. واعلن ان دواء «انترفيرون» الذي يؤثر على نظام المناعة في جسم الانسان، استخدم في بعض المناطق في الصين، وهو محور ابحاث تجري في مختبر في اليابان. الا انه شدد، رغم كل شيء، على سرعة التقدم الذي احرزته الهيئات الطبية في موضوع دراسة فيروس «سارس». وقال «لا اعرف اي مرض آخر اكتشفنا حوله كل هذه الامور، في هذا الوقت القصير».