زرع عين إلكترونية لمساعدة فاقدي البصر على الرؤية في شبكيات 3 مرضى

TT

لوس انجليس ـ رويترز: كشف بحث جديد عن ابتكار شبكية الكترونية يمكنها اعادة بعض القدرة على الابصار لأولئك الذين فقدوها بسبب الاصابة بأمراض العيون وربما يمكنها يوما ما استعادة بعض القدرة على الابصار للاطفال الذين يولدون محرومين منه.

وحتى الآن تم زرع هذه الشبكية في عيون ثلاثة من المرضى، وهي عبارة عن شريحة من السليكون والبلاتين مزودة بستة عشر قطبا كهربائيا يماثل حجمها مجتمعة ثلث حجم العدسة اللاصقة وتوضع فوق الشبكية.

وتعمل هذه العين من خلال الحفز الكهربائي لما تبقى من خلايا سليمة بالشبكية تقوم بدورها بنقل المعلومات البصرية الى المخ عبر العصب البصري. وقال مارك هومايون استاذ العيون بجامعة ساوث كاليفورنيا اول من امس ان هذه الاداة «يمكن ان يستعين بها المصابون في رصد الضوء أو حتى في التمييز بين بعض الاشياء مثل تبين الطبق من الكوب». وقد اعلنت نتائج هذه المحاولة في اجتماع لجمعية أبحاث الرؤية والعيون في فورت لودرديل بفلوريدا الخميس الماضي. وصمم العضو الالكتروني المزروع للاستعاضة به عن خلايا الشبكية التالفة لدى الاشخاص الذين يعانون من امراض تصيب بالعمى مثل التهاب الشبكية الصبغي والبقعة الصفراء التي تشكل السبب الرئيسي في الاصابة بالعمى. وزرعت الالة الجديدة في اول مريض ممن خضعوا للتجربة في فبراير (شباط) 2002 وتلاه الآخر في يوليو (تموز) من نفس العام واجريت ثالث جراحة لوضع العين الالكترونية في مارس الماضي.

ولا تقوم الشبكية المزروعة بمعالجة الضوء بشكل مباشر، فالمرضى يزودون بنظارات مركب عليها كاميرات تلفزيونية تقوم بنقل الصور الى جهاز استقبال لاسلكي. ويقوم جهاز الاستقبال بنقل الاشارات الى الشريحة الالكترونية، حيث يتم إنتاج نمط للصورة الاصلية من خلال اضاءة الاقطاب الكهربائية المناسبة.

وقال هومايون «الكاميرا متناهية الصغر. وبها العديد من المزايا مثل خاصية التقريب وضبط الالوان. ولا تستطيع الشريحة من خلال 16 قطبا كهربائيا فقط تحقيق نفس الحدة التي تبلغها الرؤية العادية. وقال هومايون انه نسخة لاخرى متطورة يجري العمل بها حاليا لطرحها قريبا تضم ما يقرب من 1000 قطب كهربائي ستستخدم حتما للوصول الى صور اكثر وضوحا وتحقيق مجال اوسع للرؤية. وأشار هومايون الى ان «العين تحتوي على ملايين من الخلايا الحساسة للضوء والنتائج التي توصلنا اليها هي شهادة على قدرة العقل على استخدام المعلومات البدائية وتحويلها الى شيء ذي معنى».

وقال هومايون ان الشبكية ربما تستخدم حتما بنفس الطريقة التي اصبحت تستخدم بها الاذن الصناعية لاستعادة السمع للاطفال المولودين بالصمم. هذه الآذان تحتوي على اقطاب كهربائية موضوعة في الاذن الداخلية او القوقعة. وأوضح هومايون ان سماعات الاذن يجب ان تزرع في المراحل المبكرة من الطفولة قبل ان يعتاد المخ على عدم القدرة على ادراك السمع. وأضاف «أتصور نفس الشيء في هذه الحالة من فقدان النظر.