ضغط الدم والسكري يزيدان من مخاطر تعرض السعوديين لتصلب الشرايين

TT

كشف استشاري امراض قلبية ان نحو 15 في المائة من السعوديين مصابون بارتفاع ضغط الدم وان 25 في المائة منهم مصابون بداء السكري، وهؤلاء جميعا معرضون للاصابة بامراض تصلب الشرايين والقلب.

وذكر الدكتور وليد بساطة، رئيس قسم امراض القلب في مستشفى بقشان العام في جدة لـ «الشرق الأوسط»: ان الاحصائيات العالمية تشير الى ان 35 إلى 50 في المائة من مرضى ارتفاع ضغط الدم لديهم ارتفاع في الكوليسترول، وان الزيادة الكبيرة في كمية الكوليسترول تؤدي الى الاصابة بتصلب الشرايين، اي ترسب الكوليسترول والدهون في الشرايين، بما فيها الشرايين التاجية للقلب، وبالتالي تساهم في ضيقها وانسدادها مسببة امراض القلب.

وافاد ان الدراسات الحديثة كشفت ان خفض مستوى الكوليسترول عند من لا يعاني من امراض القلب يقلل من مخاطر الاصابة بامراض القلب التاجية مثل الذبحة الصدرية، جلطة القلب، وهذا ينطبق على من يعاني من ارتفاع مستوى الكوليسترول او لديه مستوى كوليسترول طبيعي.

وشدد الدكتور بساطة على ان من اسباب خطورة ارتفاع مستوى الكوليسترول هو عدم وجود اعراض تبين ارتفاعه في الدم، حيث انه قد لا يتم اكتشافه الا بعد عدة اعوام او بعد الاصابة بأحد امراض القلب التاجية.

وحدد الخبير في امراض القلب ان ارتفاع وانخفاض مستوى الكوليسترول في الدم لا يتأثر بما يأكله الانسان فقط، لكن في مقدرة الجسم على سرعة انتاج الكوليسترول والتخلص منه، اضافة الى العوامل الوراثية، السمنة، النشاط الحركي، العمر، الجنس، الضغوط النفسية، التدخين.

وأكد الدكتور وليد بساطة، انه ينبغي على جميع البالغين ابتداء من عمر 20 سنة قياس مستوى الكوليسترول الكلي في الدم كل 5 اعوام، خاصة مستوى الكوليسترول الضار LDL، الذي يعتبر مؤشرا لمخاطر الاصابة بأمراض القلب التاجية، مبينا انه لخفض الكوليسترول المرتفع يجب الابتعاد عن الاغذية الغنية بالدهون المشبعة، انقاص الوزن، القيام بالتمارين الرياضية المنتظمة، وان لم يستفد الجسم من تغيير نمط الحياة فيتم اللجوء الى العقاقير الطبية لخفض مستوى الكوليسترول مع الاستمرار في الحمية الخاصة.

وتوجد عدة انواع من الادوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع مستوى الكوليسترول ويطلق عليها «خافضات الكوليسترول» وهي:

1 ـ ستاتين، وتستخدم كاختيار اولي في بعض انواع ارتفاع الكوليسترول، وهذه المجموعة تثبط انزيم يتحكم في نسبة تصنيع الكوليسترول في الجسم، وبالتالي تخفض مستوى الكوليسترول عن طريق خفض سرعة تصنيع الكوليسترول وزيادة مقدرة الكبد في التخلص من الكوليسترول الضار الموجود في الدم، وتستطيع هذه المجموعة خفض الكوليسترول الضار بنسبة 30 إلى 40 في المائة، والدهنيات الثلاثية بنسبة 10 إلى 20 في المائة، وهي بصفة عامة آمنة ويتحملها معظم المرضى، والاعراض الجانبية الخطرة نادرة.

2 ـ فيبرات: وهذه المجموعة تخفض بشكل كبير نسبة الدهنيات الثلاثية بنسبة 50 في المائة ورفع مستوى الكوليسترول الجيد بنسبة 10 إلى 25 في المائة، اما الكوليسترول الضار فربما يرتفع او ينخفض تبعا لنوع الخلل الذي يتم علاجه.

3 ـ راتنجات: هذه المجموعة تخفض من مستوى الكوليسترول الضار في حدود 10 إلى 20 في المائة، لكن ربما تسبب زيادة مستوى الدهنيات الثلاثية في الدم، وتوصف عادة مع مجموعة الستاتين لبعض المرضى المصابين بامراض القلب التاجية لزيادة التأثير والحصول على نسبة اعلى لخفض الكوليسترول تصل الى 40 في المائة.

4 ـ حمض النيكوتين: لديه القدرة على خفض مستوى الدهنيات الثلاثية عن طريق خفض الاحماض الدهنية الحرة، وتقدر النسبة بنحو 14 إلى 45 في المائة، ومثلها للكوليسترول الضار بنسبة 10 إلى 20 في المائة، وترتفع نسبة الكوليسترول الجيد من 15 إلى 35 في المائة.

وفي شأن ذي صلة، اشار الدكتور وليد بساطة الى ان نادي تصلب الشرايين وارتفاع الضغط بالاشتراك مع نادي امراض القلب في مدينة جدة، اقاما ندوة علمية لعدد كبير من اطباء القلب والاختصاصيين لمناقشة دراسة جديدة تدعى ASCOT، تم تقديمها خلال الاجتماع السنوي للكلية الاميركية لطب القلب.

ووفقا للدكتور بساطة فقد شملت هذه الدراسة التي بدأت عام 1998 في بريطانيا وايرلندا والدول الاسكندنافية نحو 20 ألف مريض ممن تزيد اعمارهم عن 55 سنة، ممن يعانون اصلا من ارتفاع ضغط الدم، اضافة الى ثلاثة عوامل اخطار اخرى تجعلهم اكثر عرضة للاصابة بامراض القلب التاجية: كالسكري والتدخين وزيادة الوزن وتميز مستوى كوليسترول الدم لديهم بقيم طبيعية او مرتفعة قليلا (اي اقل من 250 ملغم/دسل) حسب ضوابط العلاج الاميركية والاوروبية.

واوضح ان الدراسة هدفت الى معرفة ما اذا كانت الاساليب الحديثة المتبعة لخفض ضغط الدم، هي ذات منافع اكبر من الطرق والاساليب القديمة، لذا فقد قام الباحثون باعطاء عدد كبير من المرضى عقار الليبيتور من عائلة ادوية ستاتين لخفض مستوى الكوليسترول لديهم بغرض ايجاد الفائدة التي قد تعود على القلب والاوعية الدموية من خلال الانخفاض في الكوليسترول.

وكانت المفاجأة ـ والحديث للدكتور بساطة ـ عندما اكتشفوا انخفاضا بمقدار 36 في المائة في الازمات القلبية القاتلة او النوبات القلبية العابرة، علاوة على انخفاض آخر بمقدار 27 في المائة في السكتات الدماغية القاتلة والعابرة. وبسبب ظهور هذه النتائج الايجابية والفوائد العائدة على المرضى بعد تعاطي الليبيتور، فقد عمدت لجنة البحوث المستقلة التي تدير هذه الدراسة الى انهاء العمل بالجزء الخاص بخفض مستوى الكوليسترول في اكتوبر 2003، اي قبل سنتين من الموعد المتوقع لانهاء الدراسة.

تجدر الاشارة الى ان الاحصائيات تشير الى ان 35 إلى 50 في المائة من مرضى ارتفاع ضغط الدم لديهم ارتفاع في الكوليسترول، ويوجد في الولايات المتحدة حوالي 16 مليون مريض ضمن هذه الفئة.

وينظر الى الليبيتور الذي تصنعه شركة فايزر العالمية، على انه احد اهم ادوية خفض كوليسترول الدم، هذا وقد ظهر الليبيتور في الاسواق العالمية منذ نحو 7 اعوام، واجريت عليه اكثر من 400 دراسة سريرية شملت اكثر من 80 ألف مريض، ويؤخذ هذا الدواء من خلال وصفة طبية تتفق مع حمية غذائية.