«سارس» يكشف ثغرات نظام الرعاية الصحية في الصين الذي تدهور بسبب اقتصاد السوق

TT

بكين ـ رويترز: يتعرض النظام (الصحي) في الصين لانتقادات شاملة بسبب اخفاقه في مكافحة مرض الالتهاب الرئوي الحاد «سارس»، الذي ظهر اولا في الصين حيث توفي واصيب اكبر عدد من المرضى في العالم بالفيروس. وطالما اشاد زعماء الصينن بنجاح البلاد في القضاء على اوبئة من مرض الجدري والطاعون الى الكوليرا والتي قتلت الملايين في العقود السابقة. وبحلول منتصف الثمانينات ساعدت فرق الاطباء والرعاية الصحية الشاملة بالفعل على رفع متوسط عمر المواطن ليصل الى اوائل السبعينات. الا ان اصلاحات السوق على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، احيت الاقتصاد بينما تركت نظام الرعاية الصحية في حالة سيئة. وقال ممثل الصين في منظمة الصحة العالمية ان النظام انهار، وهو ما يقره اخرون. ويقول راي ييب من صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة «يونيسيف» ان «نظام اصلاح السوق غير مجد». وقد تلاشى في المدن، نظام الرعاية الاجتماعية الشامل الذي كان مطبقا في ظل الاقتصاد المركزي، فيما تخلت الشركات المملوكة للدولة عن عدد كبير من العاملين مع سعيها للمنافسة في اطار اقتصاد السوق. وتوجد في المدن انواع مختلفة من المستشفيات تدار على جميع المستويات الحكومية والعسكرية والخاصة وتعمل وفق نظام تسعير محدد لا يستفيد منه الا المقتدرون. ولا يغطي التأمين اثنين من كل خمسة من سكان المدن. وفيما لا تزال اسعار الكشف الطبي والاقامة في المستشفيات والتحاليل الطبية الاساسية منخفضة ظاهريا، يتعرض المرضى للاستغلال. ويقول خبراء ان المستشفيات الحضرية اضحت تعتمد ذاتيا على نفسها في التمويل ولذلك تبالغ في بيع الادوية للمرضي وتطالبهم باجراء تحاليل طبية باهظة التكلفة وغير ضرورية حتى يمكنها البقاء. وقالت وزارة الصحة ان التكاليف الباهظة دفعت ستين بالمئة من المرضى لمغادرة المستشفيات في عام 2000 قبل تمام شفائهم. ويرفض اخرون حتى زيارة المستشفيات او يدخلونها بعد فوات الاوان لنفس السبب. ويزداد الوضع سوءا في الريف حيث يعيش اكثر من ثلثي سكان الصين البالغ تعدادهم 1.3 مليار نسمة. ففي اواخر السبعينات غطت الانظمة الطبية التعاونية 94 بالمائة من قرى الصين وكان العلاج الوقائي في مقدمة الاولوليات. ومع انهيار التعاونيات في بداية الثمانينات نزلت نسبة التغطية الى سبعة بالمئة فيما اصبح نحو تسعين بالمئة من سكان الريف يسددون فواتيرهم الطبية نقدا.