«تاكسيات السكك الحديدية» تحد من ظاهرة تغيير القطارات أثناء السفر

تسير بسرعة 160 كلم في الساعة وتمهد لنشوء مدن خالية من السيارات

TT

يعتقد مخططو دائرة السكك الحديدية الالمانية ان توفير 4 ملايين من «تاكسيات السكك الحديدية»، يمكن ان يحل للمسافرين مشكلة تغير الخطوط والقطارات وصولا الى المدن الصغيرة. ويرى الباحثون ان مثل هذا الحل سيكسب المزيد من المسافرين على القطارات ويقلل فترات السفر ومن استخدام السيارات، ويمهد لتنفيذ مقترح مراكز المدن المفرغة من السيارات. ويمكن لهذا العدد من القطارات المصغرة المسماة بالتاكسيات، التي تقاد على السكك الحديدية، ان تسير بسرعة 160 كلم في الساعة، وتقود الزبون الى مدينته على الخطوط القائمة اصلا او عبر خطوط استثنائية من دون ضرورة لتغيير القطار في المدن الكبيرة مثل فرانكفورت وبرلين وهامبورغ وميونيخ وغيرها.

وذكر رئيس المشروع يواخيم لوكل ان مشروع «الريلكاب» Railcab هذا، قابل للتنفيذ خلال فترة، ليمكن المسافر من ان يستقل إحدى هذه التاكسيات التي تسير من دون سائق، وهذا مشروع يوجهه برنامج كومبيوتري متطور يتولى تنظيم حركة التاكسيات من دون حوادث. وعبر لوكل عن ثقته بأن الريلكاب هذا سيكون بديلا بيئيا جيدا وحلا مقنعا لمشكلة المرور والزحام.

ويستخدم العلماء الألمان في تسيير هذه التاكسيات «المستقلة» نظام الوسادة المغناطيسية، الذي يسير وفقه قطار هامبورغ ـ برلين السريع «ترانسرابيد» Transrapid. وهذا يعني ان المحرك لا يوجد داخل العربة، لأن العربات كافة يسيرها محرك خطي Linear بعيد المدى يؤلف مع السكك نظام السير بأكمله، ويجري تحريك التاكسيات هنا على الشبكة بواسطة حقول مغناطيسية مختلفة تضمن الحركة المستقلة لكل تاكسي منها.

ويقول مصممو الشبكة ان النظام ليس في حاجة الى مد خطوط سكك حديدية جديدة لأن المحرك الخطي المغناطيسي البعيد المدى يمكن دمجه بشبكة الخطوط القائمة اليوم في المانيا. وخصصت ولاية الراين الشمالي فيستفاليا المزدحمة بالسكان مبلغ 3.5 مليون يورو لتجريب نظام «الريلكاب» على خطوط سكك حديدية معينة تنطلق من مدينة بوتروب (غرب). وسيتم تشغيل خط تاكسيات السكك الحديدية الاول في شهر يونيو (حزيران) المقبل بحضور وزير البحث العلمي الاتحادي، ومعروف ان ولاية الراين الشمالي فيستفاليا هي اكبر واكثف الولايات الالمانية الـ 16 من ناحية السكان (ربع سكان المانيا)، حيث يعيش 20 مليون انسان على مساحة صغيرة تبلغ 34070 كلم مربعا، وتشمل عدة مدن كبيرة مثل كولون ودسلدورف وبون وايسن ومونستر وبوخوم ودويسبورغ ودورتموند وفوبرتال.. الخ.

وحسب تعبير يواخيم لوكل فإن ما كان خيالا علميا قبل بضع سنوات سيمكن تحقيقه في بادربورن بمشروع واعد، وسيوفر النظام الجديد لمديرية السكك الالمانية، المعروفة بخسائرها كل سنة، الكثير من الاموال، ذلك لأن تنفيذ مشروع القطارات السريعة من طراز Inter City Express ICE، كلف الحكومة مبلغ 80 ألف يورو لكل مقعد، في حين ان مشروع «الريلكاب» سيكلف الحكومة 15 ألف يورو لكل مقعد.

والمهم هو ان تنفيذ المشروع الجديد لا يلغي القطارات الكلاسيكية لأنه سيكون مكملا لها، في حين ستحتفظ القطارات السريعة بدورها المعروف في النقل بين المدن المتباعدة.

=