العلماء يعثرون على فيروس «سارس» في ثلاثة أنواع من الحيوانات

فروق جينية طفيفة بين الفيروس البشري والحيواني تطرح تساؤلات كبرى حول انتقال المرض

TT

عثر العلماء على فيروس مقارب جدا لفيروس «سارس» الذي يسبب الالتهاب الرئوي الحاد القاتل، داخل اجسام حيوان يحب الصينيون تناول لحومه، ولدى حيوانيين آخرين، وفقا لما اعلنه خبراء منظمة الصحة العالمية. وقد يحل هذا الاكتشاف اللغز المحير الذي يلف اصول فيروس «سارس» وسبب انتشاره، لأن وجود «سارس» خارج الجسم البشري يعزز الاحتمالات بأنه قفز الحواجز بين الأنواع الحية، اي من الحيوان الى الانسان.

وقد اختبر باحثو المنظمة الدولية 25 عينة لثمانية انواع من الحيوانات التي تباع في اسواق مقاطعة غوانغدونغ التي يعتقد ان اولى الاصابات بالفيروس ظهرت فيها. وعثر على «سارس» لدى ستة من قطط الزباد civetcat، وهي قطط بحجم القطة الأليفة يتناول الصينيون لحمها، وكذلك لدى واحد من كلاب الراكون raccoondog خضع للاختبار، كما عثر على آثار لـ«سارس» في دم احد حيوانات الغرير badger.

وتتوجه الحكومة الصينية لمنع بيع هذه الحيوانات، إلا ان الخبراء يشكون في جدوى حظر هذا النوع على أطعمة يفضلها بعض الصينيين مثل طبق من لحم قط الزباد في الخريف والشتاء لمقاومة شدة البرد. ولا يعلم العلماء إن كانت هذه الحيوانات التي تربى داخل الحقول، الوحيدة المصابة بـ«سارس»، ام ان الحيوانات البرية مصابة به ايضا.

* فوارق جينية

* يؤكد الخبراء ان المطلوب الآن تحديد اهمية الفوارق الجينية بين الفيروس الذي عثر عليه لدى الحيوانات والفيروس الذي اصيب به الانسان، وفي حين تحتوي المادة الجينية للفيروس البشري على 29 الف رمز، فان الفيروس الحيواني يقل بـ29 رمزا جينيا عنها. ورغم ان الفرق ضئيل كما يبدو، فانه قد يشير الى اختلاف جوهري بين الفيروسين.

ويحتاج عدد من الاسئلة الى اجابات، منها:

ـ هل ان نتائج الاختبارات الجديدة تنطبق على بعض الحيوانات المسوقة فقط، ام انها تمثل مؤشرا لوجود الفيروس لدى كل الحيوانات؟

ـ ما هو مدى انتشار الفيروس بين الحيوانات المرباة في المزارع؟

ـ كم من الانواع الحية يسرح داخلها الفيروس؟ وما هي؟

ـ لماذا لا تبدو الحيوانات المرباة والبرية مريضة بسبب الفيروس؟ فقد اظهرت الدراسات ان قط الزباد المصاب بـ«سارس» يبدو صحيح الجسم!

ـ هل يستطيع الحيوان المصاب بالفيروس اصابة الانسان؟

ـ هل نقلت الحيوانات المصابة الفيروس الى الحيوانات الاخرى في الاقفاص او داخل الاسواق؟

وقالت الحكومة الصينية امس السبت انها اوقفت استيراد لحوم قط الزباد الذي عثر لديه على الفيروس. وتعتزم سنغافورة المعروفة بقوانينها الصارمة وشوارعها النظيفة، القيام بعملية اعدام واسعة النطاق للقطط الضالة بعد تفشي المرض. وتهيم نحو 80 الف قطة ضالة في شوارع سنغافورة التي يقطنها اربعة ملايين نسمة. وستركز الحملة على المراكز الغذائية والاسواق والمناطق العامة الاخرى.

* إصابات جديدة في كندا

* وعادت المخاوف من المرض في كندا مع ظهور خمس اصابات محتملة جديدة، فيما اعلنت هونغ كونغ امس السبت عدم ظهور اي اصابة جديدة لاول مرة منذ تفشي المرض في مارس (آذار) الماضي. وجاءت الاصابات المحتملة في كندا بعد اكثر من اسبوع من اعلان منظمة الصحة العالمية توقف انتشار المرض بها. وقال مسؤولون صحيون كنديون ان 20 شخصاً على الاقل ربما تعرضوا للفيروس بعد زيارة مستشفيين بمنطقة تورونتو، وانهم يفحصون حالتي وفاة مشبوهتين في وقت سابق. وكندا هي الدولة الوحيدة خارج اسيا التي توفي فيه مرضى بسبب المرض، الذي هلك فيه 24 شخصا في منطقة تورونتو. وسحبت منظمة الصحة العالمية تحذير السفر لاقليمي هونغ كونغ وغوانغدونغ الجمعة. وظهرت 1724 حالة اصابة بالمرض الذي اودى بحياة 262 مريضا في هونغ كونغ، التي اعلنت امس عدم ظهور اي اصابة جديدة بالفيروس لاول مرة منذ مارس فيما توفي مريضان. وفي بكين، اعلنت وزارة الصحة الصينية امس خمس وفيات و34 اصابة جديدة بالمرض، وبذلك يرتفع عدد الوفيات في كافة انحاء الصين الى 308 وعدد الاصابات الى .5309 واعلنت تايوان عن عشر حالات جديدة محتملة للاصابة بالفيروس ليصل العدد الاجمالي الى 548، وهو ثالث اعلى مستوى للاصابة في العالم.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»