الكاميرات لأول مرة تقتفي أثر نيزك خلال دخوله جو الأرض

أمكن تحديد أصله ومساره وكتلته وسرعته وما تبقى منه

TT

يهم المصدر بالنسبة للنيازك كما يهم في الفن. ولكن ما يعرف عن الفنان فان جو أو بيكاسو هو أكثر مما يعرف عن النيازك. وما يعرف بالتأكيد هو قدومها من الفضاء وأي شيء بعد ذلك يصبح غير أكيد.

والآن فقد عثر على نيزك في جنوب ألمانيا وتم تحديد مسار دقيق له. وهناك صخرة هي كل ما تبقى من كرة نارية صورت قبل ثلاثة أشهر بواسطة شبكة من الكاميرات في وسط أوروبا. وهذه المرة الرابعة منذ أكثر من اربعين عاما التي يعثر فيها على نيزك بعد تصوير الكاميرات لكرته النارية. وما يثير الدهشة أيضا هو أن مسار هذا النيزك يتطابق مع مسار النيزك الذي اكتشف في عام 1959.

ولا تعتبر هذه مصادفة، إذ يعتبر النيزكان جزءا من جرف من الصخور التي تكسرت عن مذنب أكبر في مدار بيضوي يمتد من الشمس وحتى المشتري.

وصورت هذا النيزك الجديد عشر كاميرات من الشبكة المتكونة من ثلاثين كاميرا في كل من النمسا والجمهورية التشيكية وألمانيا وسلوفاكيا. وتضم كل كاميرا عدسة عريضة الزاوية ومصراعاً دواراً قادراً على تحديد سرعة النيزك في نقاط مختلفة حين يطير عبر السماء. ويمكن احتساب المسار بواسطة استخدام عملية التثليث.

وتحدد أن النيزك ظهر أولا على ارتفاع 275 ألف قدم في شمال شرق النمسا ودخل الجو بزاوية 50 درجة وغطى مسافة 50 ميلا شمال غرب، واختفى على ارتفاع 52 ألف قدم. وقدرت سرعته الأولية بحوالي 13 ميلا بالثانية، وتباطأت الى ميل ونصف الميل بالثانية. ونشرت هذه النتائج في الاصدار الحالي من مجلة الطبيعة.

وبواسطة هذه المعلومات استطاع العلماء ان يحددوا ان كتلة النيزك الاصلية كانت حوالي 650 رطلا (300 كيلوغرام) بقي منها 30 رطلا بعد احتراق الكرة النارية. ووجد النيزك على مسافة بضع مئات الامتار من نقطة الارتطام المتوقعة، ويفترض العلماء ان قطعا أخرى منتشرة بالمنطقة المحيطة.

ويقول جاك درموند وهو عالم في سلاح الجو الأميركي ان هذا النيزك يعتبر ذروة فريدة في مجال دراسة الكرات النارية.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط».