نظام مراقبة شامل يستخدم كاميرات فيديو رقمية وأجهزة كومبيوتر

يعمل على أسس حديثة لا تقبل العبث بها معززا الأمن ضد النشاطات الإرهابية

TT

في احد افلام هوليوود قامت مجموعة لصوص بتحويل كاميرات المراقبة في خزنة كازينو في مدينة لاس فيغاس الى صورة طبق الاصل عن خزنة شيدوها في مستودع قريب. وفي الوقت الذي ادرك فيه موظفو الامن بالكازينو انهم ينظرون الى خزنة مزيفة كان اللصوص قد فروا سارقين مبلغ 150 مليون دولار.

وفي افلام هوليوود يسهل خداع انظمة الامن، ولكن في الحياة الواقعية فهذا الأمر اصعب بكثير. ولم تزدد كاميرات المراقبة هذه الايام الا نتيجة لمخاوف حول الامن، ولكنها الآن اكثر تقدما وتعقيدا.

ولا تعتمد هذه الانظمة على عدد محدود من الكاميرات التماثلية الموصولة بسلك ليفي ضوئي مخصص لها وشاشات متعددة واجهزة فيديو. واليوم تستخدم كاميرات شبكات الكومبيوتر التصوير الرقمي الذي يسهل تخزينه ومعالجته في كومبيوتر. ويمكن ايضا رؤية ما تصوره الكاميرا عن بعد من خلال الانترنت. ويمكن اضافة كاميرات صغيرة للنظام الموجود للاستخدام المؤقت بوصلها بشبكة الكومبيوتر. ويمكن حتى تحويل ما تصوره الكاميرات التماثلية الى الكومبيوتر ليتم تخزينها كصور رقمية. ويمكن استخدام كومبيوترين لتسجيل ما تطلب بالماضي حوالي مائة جهاز فيديو.

واصبحت هذه الانظمة شعبية مع مديري المدارس ومجمعات التسوق ومراكز المؤتمرات ودوائر النقل العام التي تستطيع ان توفر صورا حية لحركة السير والتي يمكن للسائق ان يراها عبر الانترنت قبل ان يباشر رحلته. ومن ميزات هذه الانظمة سهولة وصل كاميرات اضافية بها، ولكن انظمة المراقبة المتقدمة هذه التي يسهل تركيبها تخيف الاشخاص القلقين حول خصوصيتهم لذلك تعرضت دائرة شرطة واشنطن للانتقاد عندما اشترت من شركة «اكسس» نظام مراقبة يمكنها من مراقبة الحركة من خلال شبكة كاميرات موجودة في التقاطعات المزدحمة، او في محطات القطار ومواقع السياحة.

ويمكن نظام مثل هذا الذي يشغل في حالات التهيؤ للارهاب السلطات من مراقبة اي كاميرا تريد والتمعن بأي نشاط يعتبرونه مشبوها، وتمكن ميزة الدخول على هذا النظام من بعد ضباط الشرطة من معاينة الصور وهم في سياراتهم.

ووفرت شركة «اكسس» ايضا نظام مراقبة لمركز «سالت» للمؤتمرات في مدينة سولت ليك بمناسبة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2002، ويقول بارت آلان وهو مدير العمليات في المركز الذي ما زال يستخدم النظام ان هذه الكاميرات كانت اقتصادية وحسنت الامن. ويضيف ان نظام المركز التماثلي مكن موظفي الامن ان يسجلوا فقط من 5 كاميرات من الثمانين كاميرا الموجودة.

ونظرا لسهولة اضافة كاميرات او ازالتها يمكن للنظام ان يغطي مساحة اكبر من النظام التماثلي. واذا قام احد التجار باحضار معدات ثمينة لمعرض تجاري مثلا يمكن اضافة كاميرات وبرمجتها لكي تعمل فقط اثناء وجود حركة، وبالتالي لا يتم تضييع اية مساحة من ذاكرة النظام على مراقبة غرف فارغة. كما يسهل ايضا البحث عن لحظة معينة على فيديو رقمي مما هو في فيديو تماثلي.

لقد قام النظام الجديد فعلا باحباط عدد من محاولات السرقة في المركز. ويقول شون جروجان وهو نائب رئيس مدير العمليات في مجمع تسويق سبرنغ فيلد انه انجذب لشبكة الكاميرات هذه نظرا لسهولة تخزين ارشيف رقمي بكلفة رخيصة. فبالنظام التماثلي كان يستخدم شريطا لكل يوم بالاسبوع، وكل يوم يقوم بالتسجيل على شريط نفس اليوم من الاسبوع السابق.

وعندما رفع احد الموظفين قضية ضد الشركة مدعيا بأنه وقع اثناء العمل استطاع جروجان ان يجد الصور الرقمية لذلك اليوم على الكومبيوتر. وبينت الصور انه لم يقع احد. ويقول جروجان انه لولا هذا النظام لصفي الامر على كلمته ضد كلمة الموظف.

* خدمة نيويورك تايمز ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»