خبراء مغاربة وفرنسيون يؤيدون في الصويرة تسجيل شجرة «أركانا» التي تسعى إسرائيل لاستنباتها

TT

اتخذت مسألة تسجيل شجرة «أركانا» باعتبارها ملكية مغربية منحى جدياً، بعد ما أفادت أنباء أن إسرائيل تسعى لاستنبات هذه الشجرة. وقال تقرير بثته وكالة الأنباء المغربية، إن خبراء مغاربة وفرنسيين شاركوا في لقاء علمي في مدينة الصويرة (جنوب الدار البيضاء) دعا إلى ضرورة القيام بعملية التسجيل في أسرع وقت. وكانت جمعية «الصويرة موغادور» التي يترأسها أندريه أزولاي مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس قد نظمت لقاء نهاية الأسبوع الماضي حول تسجيل «زيت أركانا» بصيغة كيفية قانونية، وخلص المشاركون في اللقاء إلى ضرورة وضع اسم المصدر على هذا الزيت الذي يستخرج من ثمار شجرة «أركانا» النادرة وتسجيله قانونيا.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الشجرة التي أفادت تقارير بان بحوثاً حول كيفية استنباتها قد وصلت إلى إسرائيل عن طريق طرف ثالث، يرجح أن يكون أوروبياً، تنتشر في المنطقة الممتدة من الصويرة إلى أغادير.

وكان نواب برلمانيون قد أثاروا خلال اجتماع عقدته جهة (منطقة) أغادير مسألة اهتمام إسرائيل بهذه الشجرة التي لها عدة مزايا من بينها وقف التصحر إضافة إلى فوائد طبية متعددة لزيتها، وعبروا عن خشيتهم أن تزعم إسرائيل ملكية الشجرة بعد استنباتها.

وقال المشاركون في لقاء الصويرة الذي حضره مسؤولون محليون إن مسألة تسجيل الشجرة ومشتقاتها أصبح يأخذ طابعاً استعجالياً، وهي مساع تهدف على ما يبدو لاستباق أية محاولة إسرائيلية للزعم بملكية الشجرة ونسب إلى علي أوكديم، الكاتب العام (وكيل) لعمالة (محافظة) الصويرة قوله إن المغرب يعتبر شجرة أركانا «تراثا وطنياً غابوياً لا يمكن تجاهل أهميته الإيكولوجية (البيئية) والسوسيواقتصادية (الاجتماعية ـ الاقتصادية)». واضاف قائلاً «المزايا الإيكولوجية والبيولوجية والغذائية والتجميلية والصيدلية جعلت من مشتقات شجرة «أركانا» وخصوصا زيتها مادة مطلوبة على نطاق واسع بعد أن تطورت عملية تسويقه خلال السنوات الأخيرة.

وأشارالمسؤول المغربي إلى أن هذا المنتوج مهدد بفقدان أصالته في غياب حماية منظمة وهو ما أصبح يفرض وضع شهادة للحماية تمكن من تأهيل هذه المنتجات والحفاظ على هويتها الثقافية وحماية النظام الإيكولوجي لشجرة «أركانا». وتناول المشاركون في اللقاء العلامات الرسمية المعتمدة في أوروبا لتحديد المنتجات ذات الجودة ومنح شهادة لهذا المنتوج بالإضافة إلى الجهود المبذولة في ميدان البحث العلمي لإثبات أهمية زيت «أركانا» على صحة الإنسان.

وكانت مميزات شجرة «اركانا» قد أثارت انتباه علماء النباتات والغابات نظراً لتفردها. ومع تقدم البحوث تبينت أن لها فوائد جمة. وتنمو شجرة أركانا ببطء شديد حيث يصل طولها إلى متر ونصف المتر فقط خلال عقود تمتد أحياناً إلى قرن كامل. وتقول بحوث نشرت أخيراً إن زيت «أركانا» غني بحوامض دهنية وبمواد تساهم في تخفيض نسبة الكولسترول وبالتالي الحد من أمراض القلب وتنشيط الدورة الدموية والمساهمة في نمو الدماغ كما يساهم هذا الزيت في نمو الرضع والأطفال.