وكالة الفضاء الأميركية تستعد لإطلاق مركبتين آليتين نحو المريخ

روبوتان مطوران للاستكشاف يقطعان كل يوم مريخي المسافة التي قطعتها «باثفايندر»

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: اعلن مسؤولون في وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) ان الوكالة مستعدة لاكثر رحلاتها تعقيدا الى المريخ، باطلاق واحدة من مركبتين تضم روبوتا عملاقا، يفترض ان يستكشف الكوكب الاحمر ويتحقق من احتمال وجود المياه والحياة عليه.

وكان نائب مدير الوكالة لعلوم الفضاء اد وايلر قد حذر في مؤتمر صحافي اول من امس، من ان المهمة «لن تكون نزهة». واضاف قبل 48 ساعة من اطلاق المركبة «نواصل السعي لتحقيق هدفنا على المدى البعيد، وهو العثور على المياه. على الارض وفي اي مكان حيثما تكون هناك مياه، تكون الحياة. كانت هناك مياه على المريخ منذ مليارات السنين لكن ربما منذ ساعات ايضا». ولم يستبعد مسؤول الوكالة حدوث مشاكل خلال هذه المهمة، وخصوصا عند وصول الروبوتين الى المريخ في يناير (كانون الثاني) العام المقبل. وقال: «قد نواجه يوما سيئا على المريخ اذا كان الطقس سيئا وكانت هناك رياح»، مذكرا بنجاح 12 رحلة فقط من ثلاثين رحلة نظمت الى المريخ كلها اميركية، في السنوات الاربعين الاخيرة. واكد وايلر ان الوكالة بذلت اقصى جهودها لخفض مخاطر هذه المهمة التي اعتبر ان فرص نجاحها كبيرة وتبلغ 90%. وحدد موعد المحاولة الاولى لاطلاق المركبة الاولى «أم اي آر ـ اي» اليوم الاحد من القاعدة الجوية التي تقع قرب مركز كينيدي، بصاروخ «دلتا ـ 2» من انتاج بوينغ. وعلى الارض تبدو الاحوال الجوية غير ملائمة. وتشير التوقعات الى ان هذه الظروف قد تعرقل اطلاق الصاروخ بنسبة 60%. وتأتي هذه المهمة الاميركية بعد اول بعثة اوروبية اطلقت في الثاني من يونيو (حزيران) الى المريخ بالمركبة العلمية «مارس اكسبرس» المتوجهة حاليا الى الكوكب الاحمر. واذا تم اطلاق المركبة الاحد (اليوم) فانها ستقطع خلال سبعة اشهر 500 مليون كيلومتر لتحط في الرابع من يناير (كانون الثاني) على سطح المريخ في حفرة «غوسيف» على الدرجة 15 جنوب خط الاستواء على الكوكب. اما المركبة الثانية التي سيتم اطلاقها في 25 يونيو، فستستهدف منطقة تراكم لاكسيد الحديد تقع على بعد درجتين جنوب خط الاستواء. ويفترض ان تصل الى المريخ في 25 يناير (كانون الثاني) بعد رحلة تقطع خلالها 491 مليون كيلومتر.

وقد حشدت وكالة الفضاء الاميركية وسائل كبيرة تقدر قيمتها بـ800 مليون دولار لارسال الروبوتين اللذين يعمل كل منهما على ست عجلات في مواقع جيولوجية مهمة على ما يبدو قبل ان يباشرا مرحلة الاكتشافات لمدة ثلاثة اشهر. وروبوتا «الروفر» (العربة الجوالة) الآليان اللذان وصفهما المسؤول العلمي عن المهمة جوي كريسب اول من امس، بانهما «اول روبوتين للعمل على الكواكب، يتغذيان بالطاقة الشمسية. ويمكنهما التحرك اربعين مترا في كل يوم من ايام المريخ، اي المسافة التي قطعتها المركبة «باثفايندر» طوال مهمتها. وكان الروبوت الصغير «سوجورنر» الذي يزن عشرة كيلوغرامات، الاول الذي هبط على المريخ عام