نجاح مشروع بحثي لاستخدام أوراق النباتات لتحديد مستويات تلوث هواء الرياض

TT

تمكن معهد البحوث البيئية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية من ابتكار طريقة علمية يتم من خلالها التعرف على مستويات تلوث الهواء في المدينة من خلال أوراق الأشجار.

ونجح مشروع بحثي قام به فريق من خبراء المعهد في التوصل الى هذه الطريقة التي تحدد مستويات تلوث الهواء بالرصاص في شوارع مدينة الرياض من خلال قياس مركزات عنصر الرصاص في نوعيات مختارة من الأشجار المنتشرة في شوارع الرياض.

ويعتبر هذا المشروع البحثي ضمن برنامج بحثي يقوم به المعهد لتحديد مصادر التلوث ونسبة وطرق علاجه، وتم الاعداد لهذا المشروع بالذات نظراً لأن البنزين المحتوي على الرصاص والمستخدم في قطاع النقل يشكل أهم مصادر تلوث الهواء بالرصاص في السعودية.

ويهدف هذا المشروع البحثي إلى تحديد مدى الاستفادة من نباتات تشجير الطرق والشوارع كمؤشر للتعرف على مستويات تلوث الهواء بالرصاص في الطرق الرئيسية والفرعية والداخلية في مدينة الرياض، وذلك عن طريق تحديد مركزات عنصر الرصاص في أوراق بعض الأشجار الشائع استخدامها في التشجير في مدينة الرياض.

وقد اختيرت لهذه الدراسة أربعة أنواع من الأشجار هي: البروسوبس، والديدنيا، واللوز الهندي، والياسمين الزفر، وتم اختيار هذه الأشجار بحيث تغطي الطرقات ذات الكثافة المرورية المرتفعة والمواقع ذات الكثافة المرورية المتوسطة واخرى ذات الكثافة المنخفضة في أحياء سكنية مختارة.

وقد أظهرت نتائج الدراسة أن أعلى التراكيز لعنصر الرصاص في أوراق النباتات المختارة وجدت في الطرق ذات الكثافة المرورية المرتفعة حيث بلغت متوسطات مركزاتها حوالي 137 ميكروجراماً لكل جرام في أوراق الديدنيا و79 ميكروجراماً لكل جرام في أوراق الياسمين الزفر، و48 ميكروجراماً لكل جرام في أوراق البرسوبس، و32 ميكروجرام لكل جرام في أوراق اللوز.

وأوضحت نتائج الدراسة انخفاض مركزات الرصاص في أوراق هذه النباتات بين حوالي 3 إلى 5 مرات في مواقع الطرقات ذات الكثافة المرورية المتوسطة.

وأكدت نتائج الدراسة أنها ذات دلالة بيئية لفهم دور النباتات كمؤشر للتلوث الناجم عن حركة المركبات في بيئة المدن.

ويأتي هذا المشروع البحثي ضمن برنامج تلوث البيئة التابع لمعهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئية والذي يهدف الى المساهمة في تشخيص مستويات التلوث في الأوساط البيئية وتطوير طرق التحكم في التلوث من مصادره والتخفيف من آثاره وقد قام الباحثون العاملون في هذا البرنامج باجراء عدد من البحوث والدراسات ذات العلاقة بمجالات التلوث البيئي.