«أولاد الرادون» أكثر خطراً من أبيهم في إصابة الأطفال بسرطان الدم

TT

أكدت دراسة علمية مصرية أن خطورة غاز «الرادون» المشع داخل المنازل في إصابة الأطفال بسرطان الدم الحاد تكمن في المواد المشعة الناتجة عن إضمحلال الرادون نفسه وهي «البولونيوم 218، 214» حيث أنهما تسميان «أولاد الرادون» وهما ليسا غازين مثل الرادون وموجودان في الهواء الجوي داخل غرف المنزل.

ويقول الباحث المصري بالمركز القومي للبحث الدكتور مؤنس محمود لـ«الشرق الأوسط» ان «أولاد الرادون» توجد في حالتين داخل المنزل: حالة حرة وحالة متحدة مع جسيمات صغيرة معلقة في الهواء، مؤكدا ان الانسان عندما يتنفس هواء الغرفة، يدخل أولاد الرادون الى الجهاز التنفسي مع هواء الشهيق ويستقران على جدران الشعب الهوائية والرئة، حيث تنبعث منهما الاشعاعات الخطيرة التي تسبب سرطان الرئة، وقد يمتص جزء بسيط من هذه الاشعاعات في الدم وقد يستقر في النخاع العظمي، مشيرا الى ان غاز الرادون نفسه خطورته أقل من أولاده لأن أغلب ما يستنشقه الانسان منه يخرج مرة أخرى من الجهاز التنفسي مع الزفير.

ويذكر الباحث المصري ان غاز الرادون داخل المنزل يعتبر أكثر خطرا منه خارج المنزل، لأن نسبته في خارج البيت تكون قليلة جدا بمقارنتها بالداخل، مشيرا الى ان غاز الرادون من الغازات الخاملة التي لاتتفاعل كيميائيا مع العناصر الأخرى ولا لون له ولا رائحة وينتج عن إضمحلال عنصر اليورانيوم 226 المشع الذي ينتج بدوره عن إضمحلال عنصر اليورانيوم 238 المشع الموجود في القشرة الأرضية، موضحا ان أهم مصادر الرادون داخل المنزل التربة المقامة عليها المنازل ومواد البناء، حيث يتسرب غاز الرادون من التربة الى داخل البيت من خلال الشقوق والفتحات التي توجد في أساس كل بيت. كما ان مواد البناء المستخلصة من القشرة الأرضية تعتبر مصدرا من مصادر غاز الرادون في البيت، اذا احتوت على نسبة عالية من الراديوم المشع، أما المواد التي لاتستخلص من القشرة الأرضية مثل الخشب فهي تحتوي على نسبة ضئيلة جدا من الراديوم المشع.

ويؤكد الدكتور مؤنس ان مواد البناء في مصر تنبعث منها نسبة عالية من غاز الرادون خصوصا السيراميك والأسمنت، كما ان استعمال الأسطح اللاصقة في الحيطان والأرضيات مثل الفينيل يقلل من انبعاثات غاز الرادون داخل المنازل، مشيرا الى ان المياه الجوفية والغاز الطبيعي يعتبران من مصادر غاز الرادون داخل المنازل ولكن نسبة انبعاث الغاز الى داخل المنازل من هذه المصادر تعتبر ضئيلة جدا ولا تؤخذ في الاعتبار أحيانا. وطالب بضرورة إجراء دراسات علمية على المستويات القومية لقياس نسبة انبعاثات غاز الرادون داخل المنازل وقياسات دقيقة للمناطق السكنية والمواد المستخدمة في صناعة مود البناء لاختيار المواد والأراضي التي تحتوي على أقل نسبة من انبعاثات غاز الرادون.

وحذر من أن بعض القياسات التي اجريت في منازل الأطفال المصابين بمرض سرطان الدم الحاد في مصر أثبتت ان نسبة تركيز الرادون في بعض المنازل كانت عالية، كما وجد ان متوسط التعرض لجرعة ألفا الاشعاعية كانت بنسبة أعلى من المسموح بها.