مركبات من مادة «الأكريلاميد» السرطانية السامة توظف في إحياء الأراضي الرملية وزراعتها

TT

مادة «الاكريلاميد» التي تتكون بتركيزات مرتفعة عند قلي أو خبز اغذية غنية بالكربوهيدرات مثل الارز والبطاطا والبطاطس والحبوب ويمكن ان تسبب السرطان كما ذكرت دراسة علمية سويدية، اثارت الذعر حول العالم. الا ان دراسة علمية مصرية كشفت ان وجهها الآخر مفيد جدا للبشرية، حيث اثبتت هذه المادة نجاحا ملحوظا في التغلب على ظاهرة التصحر التي تهدد العالم، الامر الذي ساعد كثيرا على زراعة الاراضي الرملية بأنواع عديدة من النباتات. كما استخدمت هذه المادة التي تعتبر سامة جدا في تطبيقات عديدة طبيا وبيئيا.

ويقول رئيس شعبة التشعيع الصناعي بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الاشعاع التابع لهيئة الطاقة الذرية المصرية الدكتور سيد حجازي لـ«الشرق الأوسط» ان «الاكريلاميد» مادة تنتمي الى انواع «المونيمرات الفينيلية» وتوجد على شكل مسحوق ابيض اللون. وهذه المادة نشطة جدا من الناحية الكيميائية ولذلك يمكن بلمرتها أي تحويله لتصبح لدنه بسهوله عن طريق الاشعاع أو بالطرق الكيميائية العادية. مشيرا الى ان هذه المادة تعتبر سامة جدا ولكن عند بلمرتها يتكون منها «البولي اكريلاميد» صاحب الاستخدامات النافعة للانسان في حياته اليومية وتنتهي صفة السمية.

ويذكر الباحث المصري ان البولي اكريلاميد يتميز بخاصية مهمة جدا وهي انه محب للماء، ولذلك تعددت استخداماته في اغراض تطبيقية عديدة من حولنا، فهو على سبيل المثال يستخدم في تكوين هيدروجيل محب للماء يستخدم في زراعة الاراضي الرملية نظرا لقدرته على الاحتفاظ بالماء وخاصة عندما تتم معاملته باشعاع غاما لتكوين التركيب الشبكي بداخله، الامر الذي يجعله يلعب دورا هاما للبشرية بالتغلب على ظاهرة التصحر التي تهدد الاراضي الزراعية الرملية حول العالم مما يساعد على زراعة مساحات كبيرة من الاراضي الرملية لانتاج المزيد من الغذاء وسد الفجوة الغذائية التي تهدد البشرية بالمجاعة في انحاء كثيرة من الكرة الارضية.

ويوضح الدكتور سيد حجازي ان استخدامات الاكريلاميد تخدم الانسان في مجالات اخرى عديدة مثل استخدامه في مجال البوليمرات الحيوية والطبية التي تتوافق مع الدم، مما يساعد على زراعة الاعضاء الصناعية داخل جسم الانسان الى جانب استخدامه في مجال صناعة العدسات اللاصقة علاوة على استخدامه في مجال فصل العناصر الثقيلة والسامة من الملوثات الصناعية، نظرا لقدرته على امتصاص هذه العناصر السامة من المخلفات الصناعية والصبغات ذات التأثيرات السامة من مخلفات صناعة النسسيج، وهو الامر الذي ينقذ البيئة من مخاطر هذه المواد.

ويؤكد الدكتور سيد حجازي ان اليابانيين توصلوا الى طريقة لاستخدام هذه المواد المحبة للماء في فصل واستخلاص عنصر اليورانيوم من ماء البحر لما لهذه المواد من قوة انتقائية عالية لاستخلاص اليورانيوم من مصادره المائية. كما يمكن ان تستخدم طرق مشابهة لتحلية مياه البحر والذي نحتاج اليه في المنطقة العربية.