مشروع عربي ألماني لدراسة تلوث المياه الجوفية في سوريا ولبنان وتونس

TT

بعد ست سنوات من العمل به، من المقرر ان ينتهي بنهاية العام الحالي المشروع العلمي العربي الالماني حول دراسات حالات التلوث للمياه الجوفية والتربة، الذي ينفذ في ثلاث مناطق رائدة في ثلاث دول وهي سوريا (غوطة دمشق) ولبنان (سهل البقاع) وتونس (رأس الجبل).

وينفذ هذا المشروع بالتعاون ما بين المركز العربي لدراسات المناطق الجافة (أكساد) التابع لجامعة الدول العربية والمعهد الفيدرالي لعلوم الارض والموارد الطبيعية في المانيا (bgr) ويهدف الى نقل الثقافة وتوفير الادوات اللازمة لتأمين الحماية للموارد المائية الجوفية، واجراء الدراسات العلمية حول حالات التلوث للمياه الجوفية والتربة نتيجة الاستخدامات المختلفة للموارد المائية واعداد خرائط توضح قابلية الطبقات المائية الجوفية والتربة للتلوث نتيجة مختلف الانشطة التنفيذية. وكان «اكساد» والمعهد الالماني قد اقاما اخيرا ورشة عمل حول نتائج هذا المشروع في غوطة دمشق بسوريا، حيث ذكرت مصادر اكساد ان المشروع استطاع وضع مخطط لقابلية الاوساط المائية للتلوث عبر دراسة غطاء التربة لسمك مترين، ووضعت خارطة لقابلية التربة في الغوطة للتلوث، واجريت تحاليل كيماوية للمياه الجوفية والسطحية في المنطقة، وكذلك تحليل للمعادن الثقيلة كالرصاص والنحاس والكروم والكاميوم، حيث تم تحديد المناطق ذات التأثير الشديد والحساس للملوثات وبموجبه يمكن توزيع الفعاليات الصناعية في المنطقة.

كما بين المشروع ان هناك تراجعا في مناسيب المياه الجوفية، حيث وصل الهبوط في بعض المناطق الى 50 مترا، وتسبب تغير مناطق الارواء من مياه الصرف الصحي الى خلل في الغوطة، فالمناطق التي كانت تروى سابقا بالمياه غير المعالجة وبسبب توقفها انخفضت المناسيب وارتفعت في المناطق التي استفادت من مياه الصرف المعالجة، ولكن بالمقابل ارتفعت كمية النترات في المياه الجوفية ووصلت الى 200 ملغ/ ليتر في منطقة الريحان بالغوطة بينما الحد المسموح فيه حسب المواصفات السورية 50 ملغ/ ليتر.

وتم في نهاية الورشة وضع عدة توصيات ومقترحات منها تحديد مناطق الحماية للمناطق الجوفية المستخدمة لمياه الشرب والتشدد في تطبيق القوانين والتشريعات المنظمة، والمباشرة في الخطوة الأولى نحو تحديد مناطق الحماية للمياه الجوفية وارشاد المزارعين لعدم الاستخدام المفرط للاسمدة واستخدام المبيدات بحدها الادنى، والاخذ بعين الاعتبار موضوع حماية المياه الجوفية في المستقبل عند وضع الخطط لاستخدامات الاراضي وتنميتها.