طائرة «ترايستار» تودع العالم في آخر رحلاتها نهاية العام الحالي

يشهد اليوم الأخير من العام الحالي آخر رحلة طيران لطائرة ترايستار أل-1011 TRISTAR L-1011 حيث تقوم شركة «أميركان أيرلانز» الأميركية وشركة «أيرترانزت» الكندية برحلتيهما الأخيرتين لهذا النوع من الطائرات، وبعدها تسحب من الخدمة نهائيا وتحال إلى التقاعد. لقد شهدت هذه الطائرة الكثير جدا من التطورات منذ أن قامت شركة «لوكهيد» بإنتاجها عام 1968. ومنذ بداية الإنتاج فقد ارتبطت هذه الطائرة بمحركات رولز رويس البريطانية في وقت كانت هذه الشركة تمر بأزمة مالية شديدة أدّت في نهاية المطاف إلى إعادة هيكلة الشركة من جديد، بعد أن أوقفت معظم إنتاجها واكتفت بصنع المحركات النفاثة فقط. وقد جابهت المكائن الثلاث لهذه الطائرة والتي هي من طراز رولز رويس RB-211 تربوفان بعض المشاكل في تسنين صفائح التوربينات. ولكن سرعان ما تم التغلب على ذلك بإبدال المحركات بنوع آخر من طراز RB-211-524 وهو الذي استعمل مع طرازي ترايستارL-1011-100 و L-1011-200. وقد استعملت لوكهيد محركات RB-211-524B4 على آخر موديلات ترايستار وهو طراز L-1011-500 بعد أن قصّرت جسم الطائرة 4,11 متر وزادت من سعة مخازن الوقود لكي تستطيع هذه الطائرات من تحقيق مدة أطول من الطيران . وكانت خطوط طيران الخليج من الزبائن الأوائل لـ«ترايستار» كما أن الخطوط الملكية الأردنية (عالية) هي آخر زبون لهذه الطائرة حين استلمت عام 1985 طائرتين وهما مسك الختام وبذلك يصبح مجموع ما أنتجته شركة لوكهيد 250 طائرة فقط.

وللإنصاف فإن مواصفات طائرة «ترايستار» الجيدة وخاصة في تقنية الأجنحة المتطوّرة ذات انحدار 35 درجة كانت ستجعلها من الطائرات التي تستمر في الخدمة فترة أطول بكثير من التي عاشتها إلاّ أن الظروف التي أنتجت فيها كانت ظروفا مالية صعبة جابهتها كل من الشركتين ـ لوكهيد ورولز رويس في حينها. إضافة إلى أن توقيت الإنتاج واكب منافسة عنيفة من جميع شركات صناعة الطائرات تقريبا، فما أن تغَلبت هذه الطائرة على مشاكل التشغيل التي رافقت طرازاتها الأولى حتى برزت وتعززت طائرة بوينج 747 وأعقبتها طائرة مكدونالد دوغلاس DC-10 ثم طائرة ايرباص 310 مما حدا بشركة لوكهيد إلى الانسحاب من إنتاج الطائرات التجارية لتركز جهدها على الطيران الحربي الذي هو في الحقيقة مصدر بقائها الرئيسي امثال الطائرة الخفية F-117 وطائرة الاستطلاع U2 الذائعة الصيت.