مؤتمر مستقبل تعليم العلوم والرياضيات بمكتبة الاسكندرية يؤكد أهمية تعليم العلوم والرياضيات وخاصة للفتيات

TT

نظمت مكتبة الاسكندرية مؤتمرا حول مستقبل تعليم العلوم والرياضيات في القرن الحادي والعشرين، استمر على مدى ثلاثة أيام نهاية يونيو (حزيران) وشارك فيه ثلاثون عالما من المتخصصين في مجال تطوير التعليم من جميع دول العالم.

دارت الجلسة الأولى للمؤتمر حول «أهمية تعليم العلوم والرياضيات» وتحدثت فيها الدكتورة شيرلي مالكوم مديرة الجمعية الاميركية لتقدم العلوم حول المشكلة الاساسية التي تتمثل في عدم وجود طريقة موحدة للتعليم يمكن الاتفاق عليها بين جميع دول العالم، فهناك اختلاف الثقافات والامكانات المادية والموروثات الاجتماعية التي تحول بين نقل التجارب التعليمية المختلفة بين الدول. وأشارت في هذا الصدد الى تجربة استخدام الولايات المتحدة للحدائق العامة كفصول دراسية وهي تجربة لا يمكن تعميمها.

واكدت الدكتورة سالي جيتز شولر المديرة التنفيذية للمركز القومي للموارد العلمية بالولايات المتحدة الاميركية ان الابحاث التي قام بها المركز اكدت اختلاف الطرق التي يتعلم بها الاطفال في الوقت الحالي مما يعطيهم الفرصة للتفاعل مع العالم المحيط بهم من خلال استخدامهم للوسائل التكنولوجية الحديثة، واضافت انه من أهم المبادئ التي يؤكد عليها المركز ضرورة تطوير التفكير العلمي وتقييم مدى استيعاب التلاميذ للمناهج المقررة عليهم بالاضافة الى التنمية من خلال التعرف على مهارات وامكانيات المدرسين ووضع الاستراتيجيات اللازمة لتنميتها.

واوضح د. فاروق الباز ان النجاح في تدريس العلوم والرياضيات لا يرتبط بنوع المعلم سواء كان رجلا أم امرأة، مشيرا الى ان المرأة قد تكون اكثر نجاحا من الرجل في هذا المجال، مؤكداً اهمية تنمية الموارد وتطويرها حيث ان فائض الاستهلاك والاستفادة الجيدة من العمالة داخل المجتمع ورفع مستوى المعيشة للافراد تعتبر المحاور الاساسية التي يبنى عليها التطور الحضاري للمجتمعات.

واكد د. مدحت الغزالي مستشار العلوم والتكنولوجيا بفرنسا في ورقته حول «الالمام بأساسيات العلوم والتكنولوجيا» ان النهوض بالظروف الاجتماعية والاقتصادية للدول النامية يتطلب الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا بصفة خاصة وذلك من خلال رفع مستوى تعليم هاتين المادتين عن طريق تنظيم دورات تدريبية للمعلمين وعمل لقاءات دورية لهم مع العلماء للوقوف على احدث المستجدات العلمية بالاضافة الى توفير الدوريات العلمية للطلاب وتنظيم منح دراسية خارجية تتيح لهم التفاعل مع العالم الخارجي والتعرف على المستجدات العلمية الحديثة.

وتحدث الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية حول الثورة المعرفية التي يعيشها العالم حاليا وكيف تؤثر في علوم الاحياء الجديدة مما يستوجب اعادة صياغة المنظومة المستخدمة في تدريس العلوم والرياضيات واتاحة الفرصة للشباب لاستخدام شبكة الانترنت. مشيرا الى تاريخ الاسكندرية العريق في تدريس العلوم والرياضيات من خلال العلماء البارزين في هذا المجال امثال ارشميدس وايراتوستينس حيث استعرض تجربته الخاصة بقياس محيط الارض.

وفي الجلسة تحدثت د. فلورانس لينجا الاستاذ المساعد بجامعة جومو كنياتا للزراعة والتكنولوجيا بكينيا، فأكدت ضرورة استخدام الوسائل التكنولوجية المتاحة لتوصيل المعلومات الى النساء لما لذلك من اهمية في تشكيل وعي المرأة وبالتالي المجتمع بصفة عامة.

وواصلت الجلسة المسائية للمؤتمر مناقشة مستقبل تعليم العلوم والرياضيات من خلال بعض التجارب اللافتة في هذا المجال فاستعرض د. أوليب فرناندو عميد معهد الكيمياء بكلية العلوم الكيمائية بسيلان التجربة السري لانكية. كما تحدث د. أوتو عامس المستشار بوزارة التعليم القومي بجاكارتا في اندونيسيا عن مشروع اصلاح تعليم العلوم في اطار الثقافة الآسيوية من منظور اعتماد التعليم على اسس ثقافية.

والقى د. خوسيه لويس موران لوبيز مدير عام معهد بوتوسينو للبحوث العلمية والتكنولوجيا بالمكسيك محاضرة استعرض فيها برنامج تدعمه وزارة التعليم المكسيكية بعنوان «العلوم في المكسيك» لتبسيط اسلوب عرض الموضوعات الثقافية بطريقة سلسلة يسهل فهمها بين الاوساط الطلابية.

وقد اثارت الحلقة التي خصصها المؤتمر حول «تطوير تعليم الهيئات في العلوم والرياضيات» جدلا بين المتخصصين والجمهور. وأكد د. فاروق الباز ان النجاح في تدريس العلوم والرياضيات لا يرتبط بنوع المعلم سواء كان رجل أم امرأة مشيرا الى ان المرأة قد تكون اكثر نجاحا من الرجل في هذا المجال، وهنا استعرض مثالا لاعلان وكالة ناسا عن رغبتها في تعيين اثني عشر جيولوجيا، ومن التصفيات الفنية والمهارية التي خضع لها ثلاثون متقدما لشغل الوظيفة نجح رجلان مقابل عشر سيدات وقد اعتبر هذا مخالفا لجميع التوقعات.

كما اكد د. اسماعيل سراج الدين ان تخصيص احدى جلسات المؤتمر للحديث عن تطوير تعليم البنات في العلوم والرياضيات يرجع الى عالمية المؤتمر وضرورة عرض جميع خبرات ووجهات نظر المجتمعات المختلفة بالاضافة الى ضرورة التغلب على الحاجز الاجتماعي والثقافي الذي يحول دون دخول الفتيات مجال دراسة العلوم والرياضيات ويوجههن بدلا من ذلك الى انواع اخرى من التعليم مثل التمريض والتدريس.

وحول نفس الموضوع تحدثت د. ليديا ماخوبو نائبة عميد جامعة سوازيلاند فأكدت عدم حصول الفتيات خاصة في الدول النامية على فرص عادلة في مجال دراسة العلوم والتكنولوجيا.

اما د. جايشري ميهتا مديرة مؤسسة Satwac في الهند فذكرت ان الاستثمار في مجال تعليم الفتيات وخاصة في مجال العلوم والتكنولوجيا يعتبر مفتاح التنمية الاجتماعية في أي مجتمع.

واختتم المؤتمر فعالياته بجلسة ناقش فيها الاقتراحات التي طرحها العلماء المختصون لتطوير طرق ومناهج تدريس العلوم والرياضيات بخاصة في الدول النامية ومن هذه الاقتراحات ضرورة وجود العلماء في عملية اتخاذ القرارات، وتفعيل دور القطاع الخاص في التعليم وهو دور مهم لادخال التكنولوجيا.