تصميم التوأمتين تغلب على تردد الأطباء

لالي ولادان كانتا مولعتين بالألعاب الإلكترونية وقراءة الصحف على الإنترنت

TT

سنغافورة ـ أ.ف.ب: خاضت التوأمتان السياميتان الايرانيتان لادان ولالي بيجاني المعركة من اجل الخضوع لعملية الفصل بينهما، بتصميم وعزم اثار الاعجاب والتعاطف لدى اصدقائهما وكذلك الاجانب والاطباء، وحتى الرئيس الايراني. وبوفاة لادان ولالي امس، تحققت مخاوف الاطباء الذين ابدوا الكثير من التمنع قبل الاقدام على اجراء العملية.

وتتحدر التوأمتان البالغتان من العمر 29 عاما من عائلة فقيرة جنوب ايران ولم تتمكنا من الخضوع وهما طفلتان لعملية جراحية للفصل بين رأسيهما ودماغيهما اللذين يشتركان بوريد واحد. ونمت التوأمتان بدماغين متصلين رغم انهما كانتا تتحليان بشخصيتين متميزتين الواحدة عن الاخرى، وقد تخرجتا من جامعة الحقوق في طهران. وبعد بلوغهما سن الرشد، بحثت الشقيقتان على مدى سنوات عن طبيب جراح يوافق على اجراء عملية الفصل، غير انهما واجهتا في كل مرة الرفض ذاته على اعتبار ان العملية «تنطوي على الكثير من المخاطر». وادت اربع عمليات من اصل خمس منذ بدء اجراء عمليات من هذا النوع قبل خمسين عاما، الى اختلاطات وصلت الى حد الوفاة او الاعاقة لأحد السياميين او كلاهما. وكان الخطر اكبر على الشقيقتين بيجاني لان العملية اخطر واكثر تعقيدا للبالغين منها للاطفال، وهي اول مرة تجري عملية فصل لتوأمين سياميين بالغين.

غير ان الشقيقتين ابدتا تصميما كبيرا تغلب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على تمنع جراح الاعصاب كيث غوه في سنغافورة، وهو الجراح الذي تمكن من الفصل بين توأمين سياميين نيباليين عام 2001 خلال عملية استغرقت 97 ساعة. وامضت السياميتان بعدها تسعة اشهر تتهيئان للعملية سواء جسديا او نفسيا وعرضتا الشهر الماضي موقفهما ومشاعرهما على الصحافة. وقالت لادان مختصرة مشاعر التوأمين «لسنا خائفتين من العملية. اننا سعيدتان ومتحمستان، ونشعر بقليل من العصبية».

واضافت لالي «نعتقد ان الله سيكون في عوننا. نقوم بتمارين رياضية كل يوم ونتوخى التفكير بطريقة ايجابية. علينا ان نكون ايجابيتين».

وسئلتا عن الدوافع التي جعلتهما تقرران الاقدام على العملية، فذكرتا امثالا عن التعقيدات والخيبات اليومية الكثيرة التي كانتا تواجهانها في حياتهما المشتركة القسرية. وقالتا انه لم تنظر ايهما يوما في وجه الاخرى اذ انهما متصلتان من جانب الرأس.

كما ان لكل منهما شخصية تختلف عن شخصية الاخرى. واوضحت لالي «اننا فردان مختلفان ولدينا افكار مختلفة». فلالي كانت مولعة بالالعاب الالكترونية في حين كانت لادان تحب قراءة الصحف على الانترنت وتبادل الرسائل الالكترونية. فهي كانت تريد ان تصبح صحافية بينما ارادت شقيقتها ان تدرس الحقوق. وعبر الرئيس الايراني محمد خاتمي عن دعمه الشخصي ودعم كل الامة الايرانية للتوأمتين وارسل موفدا خاصا الى سنغافورة ليعلن ان طهران ستدفع نفقات العملية البالغة 300 الف دولار.