عدم تقويم الأثر البيئي للمشروعات الصناعية في سورية جعل المصانع العامل الثاني لتلوث هواء المدن

TT

أكد تقرير الوضع البيئي في سورية الذي أعدته وزارة البيئة السورية بالتعاون مع الجهات المعنية، أن تدهور نوعية الهواء في المدن الكبرى يعتبر إحدى المشكلات ذات الأولوية البيئية في سورية وأن تلوث الهواء الناتج عن الصناعات يعتبر السبب الرئيسي الثاني لهذا التلوث بعد الانبعاثات الناجمة عن وسائط النقل، خاصة القديمة منها.

وذكر التقرير أن ما يزيد من تلوث المدن من مصادر صناعية كون معظم المدن السورية محاطة بصناعات مختلفة لا تراعي الاعتبارات البيئية كصناعة الاسمنت والمحاجر. وبين التقرير المذكور أن معمل اسمنت مدينة طرطوس في الساحل السوري، يتراوح معدل سقوط الغبار منه في الشهر بين 77 و518 طنا في الكيلومتر المربع. أما في القرى المجاورة، التي تبعد عن المعمل بنحو خمسة كيلومترات، فقد وصل معدل سقوط الغبار إلى ما بين 18 و100 طن/ كيلومتر مربع بالشهر، بينما الحد المسموح فيه هو 9 أطنان/ كيلومتر مربع في الشهر. وقد اتخذت عدة إجراءات علمية لتطوير وتحديث أنظمة الغبار في معامل الاسمنت مما انعكس إيجابياً على الوضع البيئي. وذكر التقرير أن من بين الآثار البيئية الناجمة عن تلوث الهواء، أن %76 من المرضى الذين راجعوا مركز طرطوس الصحي يعيشون بالقرب من معمل اسمنت طرطوس، وأن %51 ممن راجعوا مركز بانياس الصحي يعيشون قرب معمل توليد الطاقة ومصفاة النفط. وأشار التشخيص إلى وجود أمراض تنفسية لديهم، نتيجة غبار هذه المعامل.

وركز التقرير على وضع إطار عام للتخطيط البيئي في سورية يتضمن الأعمال المقترحة على المدى القصير والمتوسط لمعالجة الأولويات الاستراتيجية التي حددت في إطار خطة العمل الوطنية البيئية. واقترح لتحسين نوعية الهواء الناجم عن التلوث الصناعي وعدم منح تراخيص للمشروعات الصناعية الجديدة قبل إجراء تقويم شامل لآثارها البيئية، والتأكد من مراعاتها للأنظمة والتعليمات البيئية منعاً لأي زيادة في تلوث الهواء مستقبلاً، وتخفيض الملوثات الغازية والغبار وأنواع العوالق كافة، خاصة لدى قطاعات صناعة الاسمنت والأسمدة الكيميائية إلى الحدود المسموحة، وتطوير مصافي تكرير النفط في حمص وبانياس بحيث يتم إنتاج المازوت والبنزين وفق المواصفات القياسية العالمية المعتمدة ورفع كفاءة استخدام الطاقة في الصناعة.