مشروع مصري لزراعة غابات المانجروف على ساحل البحر الأحمر

TT

في محاولة تعد الاولى من نوعها في مصر تتبنى وزارة البيئة مشروعا علميا لزراعة غابات المانجروف «الشورى» على سواحل البحر الاحمر بالتعاون مع منظمة الاغذية والزراعة بالامم المتحدة وذلك لحماية هذا النوع من الاشجار نظرا لفوائدها الكبيرة وتعرضها في نفس الوقت لعوامل الاندثار.

ويقول وزير البيئة المصري الدكتور ممدوح رياض لـ«الشرق الأوسط» ان هذا المشروع يعتبر الاول من نوعه في المنطقة العربية نظرا للخصائص الفريدة لاشجار المانجروف من حيث معيشتها على المياه المالحة وانتاجها لقطرات مياه عذبة على الاوراق حيث تقوم هذه الاوراق بعملية تحلية للمياه بطريقة طبيعية مشيراً الى ان غابات المانجروف أو الشورى تنتشر في معظم سواحل البلدان العربية الواقعة على سواحل البحر الاحمر والخليج العربي والمحيط الاطلسي وبحر العرب حيث درجات الحرارة والرطوبة المناسبتين لنموها وتكاثرها مؤكدا ان نشر هذه الاشجار على السواحل البحرية له فوائد كبيرة في مجالات عديدة لان جميع اجزاء نباتات أو اشجار المانجروف لها استخدامات مفيدة سواء كانت الثمار أو الازهار أو الاوراق أو الكلف أو السيقان أو الجذور الوترية.

ويذكر الوزير المصري ان معظم اجزاء الشجرة يمكن ان تستخدم كمواد اساسية لكثير من الصناعات كإنتاج الاصباغ والراتنجات «مواد لدنة» ومواد الدباغة كما تستخدم افرعها الخشبية في صناعة القوارب وعلب الكبريت واللعب الخشبية وبناء المنازل الشائطية، اما اوراق الشورى أو المانجروف فتعد مصدرا هاما لعلف الحيوان وللوقود، بل ان بعض اجزاء المانجروف لها استخدامات دوائية علاوة على ما توفره غابات المانجروف من بيئات بحرية مناسبة لمعيشة الاستكاوزا والجمبري والسلمون وسرطان البحر والبورس وسمك السطل وانواع اخرى كثيرة الى جانب عشرات من انواع الطحالب ذات القيمة الغذائية العالية الامر الذي يجعل نشر غابات الشورى بطول ساحل البحر الاحمر أو السواحل العربية عموما عملية اقتصادية هامة مضمونة العائد لانه يمكن ان تقوم عليها صناعات صغيرة تخدم عدة محاولات.

ويوضح الدكتور ممدوح رياض ان اشجار الشورى تعد من الاشجار العجيبة في المملكة النباتية فإلى جانب انها تعيش على مياه البحر المالحة فإن هذه البيئة التي تعيش بها المانجروف معروف عنها ضآلة الاكسجين بها لدرجة لا تكفي لتنفس هذه الاشجار ولذلك فإن هذه الاشجار تنمو لديها جذور تنفسية وهذه الجذور تنمو من اسفل الى أعلى عكس جذور سائر النباتات والاشجار وهو الامر الذي يجعل هذه الجذور تظهر فوق سطح ماء البحر لتتمكن من الحصول على الاكسجين اللازم لحياتها وهو سلوك عجيب تظهر قدرة الخالق سبحانه وتعالى. مؤكدا ان بعض انواع الشورى كذلك تنمو لديها مثل هذه الجذور التنفسية على افرعها وتتدلى في الهواء لنفس الغرض، بل ان عجائب شجرة الشورى لا تتوقف عند هذا الحد، لان بذور بعض هذه الانواع تبدأ في الانبات اثناء تواجد ثمارها على أفرع الاشجار ثم تسقط بعد الانبات فتنغمس البذور بجذورها الاولية الصغيرة فورا في التربة تحت سطح الماء وذلك لتجنب عوامل المد والجزر والامواج وتتمكن اشجار المانجروف من الحفاظ على نوعها وفي بيئتها المناسبة وهو تصرف عجيب بحق.