أقمار صناعية روسية لدراسة البحار والمحيطات بالمسح اللوني

TT

جُهزت مجموعة من الأقمار الصناعية الروسية المخصصة لدراسة جغرافية الأرض بمعدات، خاصة بالمسح اللوني. وقد توصلت مجموعة مختصة من العلماء الروس إلى استنتاجات مهمة في مجال الكشف عن وضع المحيطات والبحار والتعرف على كمية ونوعية المواد الكامنة في مياهها، مستخدمة في ذلك نتائج المراقبة والقياس المستقاة من أجهزة الأقمار.

والصعوبة الأساسية التي واجهت فريق العمل تكمن في تمييز لون مياه البحار والمحيطات وهي الصعوبة الناتجة عن تشتت أشعة الشمس الساقطة على سطح الماء وامتصاصها عند اختراقها طبقة الماء. ومن بين أهم المؤثرات على الصفات الضوئية والبصرية للطبقة السطحية لمياه المحيطات والبحار، يمكن إدراج المواد العضوية العالقة في المياه والصبغة الناتجة عن تدرج لون شرائح النباتات ابتداء من الطافية على السطح أو في المناطق القريبة منه، ويقدر عمق هذه الطبقة ببضع عشرات من الأمتار. ويقيس مطياف القمر الصناعي سطوع أشعة الشمس الساقطة على الحدود العليا للغلاف الجوي في نطاقات متعددة من الطيف، لغرض تبيان نوعية المواد العالقة في الماء بسبب تشكل الأشعة من حزم ضوئية منعكسة ارتداداً عن سطح الماء والاشارة الضوئية المشتتة في دخان الغلاف الجوي واشارة الانبعاث الإشعاعي الذاتي المنبعث من طبقة الماء القريبة من السطح. وفي العادة تجري مراقبة جزء محدود من الأشعة يساوي تقريباً عُشر كميتها، ويتم الحصول بنتيجة المراقبة على معلومات ومعطيات كافية عن المياه يجري تعريضها إلى طرق حسابية دقيقة يمكن الحصول بنتيجتها على معلومات وافية عن وضع وتركيب الطبقة المائية ونوعية المواد الموجودة ضمنها.

وقد بينت التجربة صعوبة حساب وضع البحار الروسية كبحر الباريز، والبحر الأسود، وبحر قزوين، وبحر اليابان، لأن ذلك يتطلب الأخذ بنظر الاعتبار العوامل الموضعية المتعلقة بدرجة انسياب مياه البحار والأنهر المتشعبة منها لأنها تعتبر مصدراً للكثير من المواد الاضافية العالقة في المياه والمنسابة معه.

وقد استخدمت مجموعة من السفن المزودة بأجهزة قياس دقيقة لغرض الحصول على معلومات تفصيلية عن تركيب البحار الروسية. وهذه الاجهزة تختص بالمراقبة الموقعية ويوجد بضمنها مطياف عائم لتحليل قوام الأشعة المنبعثة من سطح الماء. وبناء على هذه المعلومات يقوم الاختصاصيون برسم خرائط توضح كيفية تغير تركيز الكلوروفيل والمتعلقات في البحار، وأهمية قياسات المركبات الفضائية تعود إلى شمولها مساحات هائلة من سطح الماء وبذلك تعطي مؤشراً إلى المواقع التي يتطلب قياسها التفصيلي والدقيق بواسطة أجهزة القياس في السفن.

وترأس فريق البحث الدكتور في العلوم الفيزيائية والرياضية اوليغ كوبيليفيتش رئيس مختبر بصريات المحيطات التابع لمعهد بحوث المحيطات في اكاديمية العلوم الروسية المعروف باسم ب. شيرشوف، وقد حصل الفريق على جائزة الدولة التقديرية لهذا العمل العلمي.