العلماء يطورون إنترنت أرضية وفضائية بـ«تكنولوجيا الشعور المتبادل»

قفازات تجريبية تبث إحساسا إلكترونيا باللمس ونظم تحسس فضائية تصل بين أطراف الكون

TT

* وكالة «ناسا» الفضائية تطور شبكة إنترنت بتكنولوجيا الاستشعار تمكن الكواكب وشتى الأجهزة في الفضاء من الاتصال ببعضها البعض، كما تتصل مع علماء الفلك على الأرض وحتى مع المواطنين من خلال البرامج التعليمية والترفيهية

* تصور نفسك وانت تدخل كشكا للالعاب مجهزا بمجسات، تمكنك من الإحساس بشعور الشخص الماشي على سطح المريخ، أو مشاهدة حفيد لك، من خلال بث فيديو حي على شاشة الكومبيوتر، وهو يركض عبر حقل، مع قدرتك على لمس الطفل من خلال لبسك لقفازات مجهزة بمجسات خاصة. هذا ما يعمل عليه العلماء بهدف توفير استخدامات قد تخرج الإنترنت من هذا العالم، وتجعلها «ملموسة» اكثر، اي أكثر حساسية للمستخدمين من خلال حاسة اللمس.

وقد طور علماء في جامعة بافالو في ولاية نيويورك، قفازا تجريبيا يمكنه بث الإحساس باللمس عبر الإنترنت. وبينما لا تزال وظيفته محدودة، فان مصمميه يأملون انه قد يمكن بامكان المبتكرين والنحاتين والأطباء التعاون يوما ما لتحقيق ذلك.

وفي الوقت ذاته يوسع العلماء في وكالة الطيران والفضاء الاميركية "ناسا" شبكة لتكنولوجيا الاستشعار تمكن الكواكب وشتى الأجهزة في الفضاء من الاتصال ببعضها البعض، كما تتصل مع علماء الفلك على الأرض وحتى مع المواطنين من خلال البرامج التعليمية والترفيهية.

* «تكنولوجيا الشعور المتبادل»

* وتعرف هذه التكنولوجيا المعروفة باسم «اللمس التعاطفي» sympathetic haptics لأنها تمكن الشخص من الإحساس بما يشعر به شخص آخر، وهي ما زالت تبعد سنوات عن التحقيق، مثل تحقيق بثّ ما يشعر به رياضي مشهور، لشخص آخر.

وتمكن العلماء في جامعة بافالو من بث الشعور الناتج عن لمس جسم صلب، أو مرن، وانحناءات شكل معين، بواسطة قفاز مجهز بمجسات بأجهزة تشبه الكشتبان على رؤوس الأصابع. ويوصل القفاز بجهاز وبرامج بين كومبيوترين من خلال الإنترنت، ولذلك يتم تحويل معلومات اللمس إلى معادلات رياضية معقدة، وبثها من الشخص الذي يلمس الجسم لشخص عند الكومبيوتر الآخر.

ويقول العلماء أن حاسة اللمس تصل الدماغ أسرع من حاسة البصر أو السمع، ولكن حاستي البصر والسمع استخدمتا بشكل أكثر في الكومبيوتر، نظرا لصعوبة تسجيل ومعالجة معلومات حاسة اللمس. ومع أن الاستخدامات لأجهزة متقدمة قائمة على اللمس في الإنترنت تبعد سنوات عن التحقيق، لكن العلماء يتوقعون أن استخدامات ابسط ستظهر في مجال الألعاب خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة.

ويتم إنتاج مجسات الإحساس الآن، ولكن على تكنولوجيا الإنترنت أن تتحسن أكثر من هذا حتى يمكن بث إحساس اللمس بشكل دقيق. وإضافة حاستي البصر والسمع سيساعد في تقوية الإحساس باللمس.

ويجد الدكتور أدريان هوك وهو العالم الرئيسي في مختبر الدفع النفاث التابع لـ«ناسا» هذه التكنولوجيا مثيرة، وهو يرأس برنامجا لتطوير مقاييس الشبكات حتى يمكن بناء إنترنت بين الكواكب، التي يمكنها أن تصل بين الروبوتات والأقمار الصناعية وشتى أنواع المعدات التي ترسل نحو الفضاء. ويعتبر عمله جزءا من عدة مشاريع تدور حول الشبكات الفضائية تحت مظلة مشروع شبكة الفضاء العميق، وهو مجموعة من الهوائيات في الولايات المتحدة واسبانيا وأستراليا تتصل مع المركبات الفضائية، وتجري الدراسات العلمية.

* إحساس فضائي ويقول هوك ان مبدأ الإحساس عن بعد، سيكون الاستخدام الأسمي للإنترنت خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة. ويضيف انه سيمكن الحصول على معلومات من مجس آلي في الفضاء، ثم يعاد توليد هذه المعلومات في بيئة فرضية على الأرض، حتى يشعر المستخدم وكأنه بالفعل يسير على سطح المريخ. ولكن التحديات أمام مصممي ومبرمجي الإنترنت، مثل التفاوت بالزمن لإرسال معلومات من مكان لآخر، تتفاقم في الفضاء. وعملية بث المعلومات التي تبدو فورية على الأرض تتطلب حوالي ثمن الثانية حتى تصل الى القمر. والكواكب الأخرى تبعد دقائق أو ساعات، الأمر الذي قد يؤدي لفقدان المعلومات. وبالإضافة لهذا، فالاتصال مع الأرض يحدث فقط في الفترات المعينة التي يمكن فيها لشبكة الفضاء العميقة أن تلتقط الإشارات في ثلاثة مواقع عندما تمر الكواكب او الأجرام الأخرى في مداراتها.

ولأنه لا يمكن الحصول على وصلة إنترنت دائمة في الفضاء، تتم دراسة استخدام نظام حفظ وتحويل، حيث تجمع الروبوتات المعلومات على مدار 24 ساعة في الفضاء وثم تبثها لقمر صناعي بشكل مستمر، حيث يتم حفظها ثم نقلها عندما تكون هوائيات الأرض في الموقع المناسب.

واحتوت آخر مهمة فضائية للمريخ على روبوتين لتجميع المعلومات الفضائية، ولحد الآن تقوم الروبوتات بنقل المعلومات للأرض بشكل مستقل، ولكن خلال العقد المقبل فقد يتم وصلهما من خلال شبكة بالإضافة لوصلهما مع غيرهما. ويرى العلماء أنه وفي خلال المائة سنة المقبلة قد يصبح كل النظام الشمسي موصولا من خلال الإنترنت.

* خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»