في محاولة مصرية لوقف «ورد النيل» من التهام كميات هائلة من المياه بدأت وزارة الزراعة المصرية استيراد حشرة «سوس النيوكيتينيا» الامريكية التي تعيش على هذا النوع من الحشائش المائية. ويقول رئيس بحوث المكافحة البيولوجية بمعهد وقاية النبات المصري الدكتور يحيى حسين لـ «الشرق الاوسط» ان ورد النيل في مصر يلتهم سنويا كمية مياه تقدر بنحو 3.5 مليار متر مكعب وهذه الكمية تكفي لاستصلاح وزراعة مساحة 180 الف فدان جديدة من الاراضي الصحراوية وهو الامر الذي دفع الى الاستعانة بهذه الحشرة الامريكية لمكافحة انتشار ورد النيل كوسيلة مكافحة نظيفة بدلا من المبيدات الضارة بالبيئة وبالكائنات الحية داخل وخارج المياه، مؤكدا انه تم استيراد اعداد من حشرة سوس النيوكيتينيا من الولايات المتحدة الامريكية واجريت عليها عمليات اقلمة تحت الظروف المصرية وتم اكثارها في بحيرتي ادكو ومريوط شمال مصر خلال العامين الماضيين وقد تم حتى الآن اطلاق نحو 20 الف حشرة وهو الامر الذي ادى الى خفض الاصابة بورد النيل بمعدل بلغ 40%.
يذكر العالم المصري ان هذا المعدل سيبلغ خلال الفترة القادمة ارقاما قياسية بسبب التكاثر الطبيعي للحشرة في البيئة المصرية مع استمرار اطلاق اعداد جديدة منها موضحا ان ورد النيل انتقل الى انحاء العالم من موطنه بحوض نهر الامازون منذ اكثر من مائة عام وذلك افتتانا بزهرته البنفسجية الرقيقة التي تسحر الالباب وهو الان يعد النبات المصنف رقم (1) في قائمة الحشائش المائية الضارة وثامن اخطر الاعشاب على وجه الارض. مشيرا الى ان هذا النبات الخطير نسميه في مصر «ورد النيل» ويسمى في السودان «عشب النيل» وفي كثير من البلدان يسمى «يا سنت الماء» ومن اجمل مسمياته القديمة «سندريللا المملكة النباتية» وفي مجملها القاب رقيقة يوحي بعضها بالطيب من سماته الا ان بعض الشعوب تنبهت لشراسته وتمرده عند طغيانه في المجاري المائية فأسموه «الشيطان الازرق» و«رعب البنغال» أو «لعنة البنغال» الى غير ذلك من مسميات.