علماء ألمان يطورون طريقة لتدوير الزيوت الصناعية المستهلكة

«مراجل تدوير الزيت المتنقلة» ملائمة جدا للمصانع الصغيرة في البلدان النامية وتمتاز بسهولة النقل وانخفاض الكلفة

TT

* حجرات صغيرة في شاحنات متنقلة متوسطة الحجم تفصل المواد المفيدة عن النفايات

* ضرب مهندسو الميكانيك في جامعة بوخوم الألمانية (غرب) عصفورين بحجر واحد، حينما توصلوا إلى ابتداع طريقة حديثة لا تضر بالبيئة من جهة وتضمن، من جهة اخرى، تدوير زيوت المصانع المستخدمة، التي تعامل كنفايات خاصة.

المهم أيضا في الطريقة، حسب تصريحات المهندسين من جامعة الرور، هو أن عملية فصل الزيوت وإعادة استخدام المفيد منه مجددا تجري داخل حجرة صغيرة يمكن نقلها على شاحنات متوسطة الحجم. وهذا يعني أن من الممكن للشركات المختصة بالتخلص من النفايات الخاصة(الضارة بالبيئة) أن توفر خدماتها مباشرة إلى المصانع بواسطة «غرف تدوير الزيوت» المنقولة.

وذكر العالم الشاب ماركوس بيترمان أن الطريقة التي ابتدعها فريقه تعمل على إعادة الحياة إلى الزيوت المستخدمة بكلفة واطئة، وبطريقة غير ضارة لا تترك مخلفات. واستعرض إمكانية تدوير الزيت داخل مرجل مصغر لا يزيد ارتفاعه عن 24 سم. ولخص بيترمان الطريقة بأنها تخلط مادة البروبان السائلة بالزيت القديم، وتعمل على فصل الزيوت المفيدة عن غير المفيدة وعن الشوائب بواسطة ضغط مرتفع يسلط من الخارج. وتعمل مادة البروبان السائل بشكل مذيب، يتحد مع الزيت النقي والمفيد فقط ولا تتعامل مع الرواسب والزيوت المستهلكة تماما. وتتيح الطريقة للباحثين أيضا فصل المواد الضارة في خليط الزيوت القديم مثل الرصاص وغبار المعادن ومركبات الزئبق والكبريت. ويجري في الخطوة قبل النهائية معاملة الزيوت المفيدة المستخلصة، مع الهيدروجين كي يتولى وقف عملية تأكسد المحتويات الكبريتية وتحولها إلى اكاسيد كبريت ضارة. أما الخطوة النهائية فسهلة حسب تقدير العالم، وتتلخص بفصل البروبان مجددا عن الزيوت المفيدة عن طريق تبريد المزيج.

ولاحظ العلماء أن عملية فصل البروبان عن المزيج وعودته إلى الحالة السائلة السابقة يطلق حرارة عالية يمكن استخدامها في تدفئة المرافق القريبة. وهذا ليس كل شيء لأن البروبان السائل قابل للاستخدام اكثر من مرة دون أن يفقد مزاياه المذكورة.

120 مليون طن وفي حديثه عن أهمية الابتكار الجديد للصناعة الألمانية، أشار بيترمان إلى أن المصانع الألمانية تستهلك سنويا 120 مليون طن من الزيوت. وتطرح هذه المصانع سنويا ما يقدر من 700 ألف طن من الزيوت القديمة بشكل مزيج معقد من الزيوت التي يصعب التخلص منها بسهولة كنفايات خاصة. ويحتوي المزيج عادة على الحديد المتأكسد والرصاص وغبار المعادن والكلور ومركبات الكبريت وبقايا المعادن الثقيلة. وكما هو واضح فأن بعض هذه المواد تندرج في قوائم المواد المشبوهة بتلويث البيئة والتسبب بالأمراض السرطانية للإنسان.

وتلجأ شركات الى التخلص من النفايات الخاصة بحرق هذه الزيوت بشكل يخلف المواد الضارة بالبيئة من جديد. ويتم التفاعل عادة تحت حرارة عالية وهدر طاقة كبيرة وباستخدام مواد كيميائية لم يتعمق العلم بعد في الكشف عن آثارها الجانبية. وغني عن القول إن هذه التفاعلات تجري في مراجل كبيرة توضع في مناطق خاصة وتستخدم مرشحات غالية لتخليص الجو من الأدخنة المنطلقة عنها.

أن نجاح علماء جامعة الرور في اختصار حجم منشآت تدوير الزيوت إلى «الحجم المنقول» يعني تمكين كل مصنع من نصب منشأة تدوير زيوته بنفسه، والتقليل من كلفة التخلص من النفايات وتقليل كلف النقل ومخاطر التعرض لكوارث البيئة على الطرقات. وذكر بيترمان أن من الممكن تفصيل «المنشأة» حسب حاجة المصنع، بما فيها الحجم المنقول على الشاحنات.

وحسب تقدير العالم الألماني فان «مراجل تدوير الزيت المتنقلة» ملائمة جدا للمصانع الصغيرة في البلدان النامية، ليس من ناحية حجم الزيوت المستهلكة فحسب، وإنما من ناحية سهولة النقل وانخفاض الكلفة.