مع الجودة العالية والأسعار الرخيصة الكاميرات الرقمية تزيد انتشارها على حساب التقليدية

تتسم بسهولة استخدامها الأغراض العملية وعمليات التخزين والإنتاج الطباعي

TT

كانت آلة التصوير (الكاميرا) الرقمية مفردة العدسة حلم كل مصور، لكن الآن فإن هذه الكاميرات لم تعد متوفرة فحسب، انما اصبحت ارخص سعرا ايضا.

ومثل كاميرات الافلام العادية فإن للكاميرات مفردة العدسة عدسات قابلة للتبديل تضم الوظائف والدقة التي يرغبها المصور المحترف والهواة الجادون. ومثل الكاميرات الرقمية الصغيرة والرخيصة يمكن للكاميرات مفردة العدسة ان تعرض الصور على شاشة يمكن ادخالها للكومبيوتر وتحريرها بواسطة البرامج المخصصة.

وسواء كانت تعمل بالافلام او بالارقام فإن مرايا الكاميرا مفردة العدسة تمكن المصور من رؤية الهدف من خلال العدسة وليس بواسطة شاشة منفصلة. والرؤية من خلال العدسة تمكن المصور من التقاط صورة اكثر دقة من تلك التي تؤخذ بالكاميرات الاخرى.

لكن المشكلة كانت دائما السعر، فالكاميرات مفردة العدسة الممتازة تكلف حوالي عشرة الاف دولار، لذلك فإن الفنانين والهواة الجادين هم الوحيدون الذين يدفعون هذا السعر، لكن في العام الماضي طرحت شركة كانون اشكالا ارخص سعرا من الكاميرات مفردة العدسة التي كانت اسعارها تقارب الالف دولار. وتعتبر جهود الشركات في تحويل كاميرا كانت مقتصرة في الماضي على الفنانين فقط الى سلعة منتجة بالجملة رمزا للتحول الواسع الذي يكتسح المجال. ولسنوات عدة تمسك المصورون المحترفون بالكاميرات التماثلية (التناظرية) العادية، نظرا لاعتقادهم ان البديل الرقمي لا يستطيع ان يضاهي نقاوة الفيلم، لكن الاسعار المنخفضة والتكنولوجيا المحسنة تشجع الكثير من محبذي الافلام العادية إلى اضافة الكاميرات مفردة العدسة الرقمية الى مجموعاتهم.

وفي اليابان، حيث يتم انتاج 90 في المائة من كاميرات العالم فإن انتاج الكاميرات الرقمية اخذ يتفوق على انتاج الكاميرات التماثلية. ويتوقع ان تصل في الولايات المتحدة الى هذه المرحلة خلال هذا العام. وبنمو مبيعات الكاميرات الرقمية بنسبة 25 في المائة سنويا فان التآكل المتدرج لسوق الكاميرا التماثلية الذي بلغ ذروته في عام 1996 سيستمر.

وأدت هذه النزعة الى انتشار الفوضى بين شركات مثل كوداك التي خفضت توقعات ارباحها للربع الاخير من العام الحالي الى النصف، والسبب الجزئي لهذا هو مبيعات الافلام المتدنية. وقامت شركة فوجي فيلم وهي ثاني اكبر شركة لصنع الافلام بالعالم بالتركيز على التكنولوجيا الرقمية، كما قامت شركة كونيكا بالاندماج مع شركة مينولتا على امل الابقاء على القدرة التنافسية.

ومع ان كانون ما زالت تملك تسهيلات كبيرة لانتاج الكاميرات العادية إلا انها تقدمت في المجال الرقمي ايضا. وتتوقع كانون ان تضاعف مبيعات الكاميرات الرقمية هذا العام الى 8.5 مليون وحدة مع تباطؤ مبيعات الكاميرات العادية. ويقول المحللون ان هامش الربح بنسبة 20 في المائة الذي تكسبه كانون في بيع الكاميرات الرقمية هو ضعف ما تكسبه من بيع الكاميرات التماثلية.

ويقول المحللون ان الكاميرات الرقمية مفردة العدسة تعتبر اكثر ربحية، لأن سعر المكونات المهمة مثل مجسات التصوير قد هبط سعرها مع نمو المبيعات، كما وفر الصانعون الاموال بتعديل هياكل الكاميرات العادية للاستخدام الرقمي. وبينما زادت ثقة المستهلكين في استخدام الكاميرات الرقمية فإن المزيد منهم يسعى للحصول على المرونة والجودة الاضافية في الكاميرات الرقمية مفردة العدسة.

وبشكل عام يتوقع ان تتضاعف المبيعات العالمية للكاميرات الرقمية مفردة العدسة هذا العام لتصل المليون وحدة. وللحصول على حصة من هذا السوق النامي تعتزم شركة اوليمبوس اوبتكال ان تطرح كاميرا رقمية مفردة العدسة التي يتوقع ان يكون سعرها حوالي 846 دولارا مما يجعلها ارخص كاميرا مفردة العدسة في السوق.

لكن كاميرات الفيلم التماثلي لا تعتبر منتهية فما تزال بعض المجلات تطلب سلبيات الفيلم والعديد من المصورين المحترفين يقولون ان الصور التي تلتقط بالكاميرا الرقمية، بغض النظر عن كل التحسينات فيها، ليست بصفاء تلك التي تلتقط بالفيلم التماثلي خاصة عندما تطبع بأحجام كبيرة، لكن العديد من المنشورات، خاصة الصحف تركز على سرعة التسليم وسهولة التخزين مما يجعل الكاميرا الرقمية امرا اساسيا بالنسبة الى المصورين المحترفين.

* خدمة نيويورك تايمز ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»