مؤتمر دولي : 300 مليون إنسان في العالم يواجهون احتمال الإصابة بداء السكري

75 في المائة من حالات الإصابة ستحدث بالدول النامية بحلول عام 2025 في كارثة مماثلة للايدز

TT

باريس ـ رويترز: حذر خبراء في داء السكري اول من امس الاثنين من ان اكثر من 300 مليون شخص في شتى انحاء العالم يواجهون خطر الاصابة بالمرض، ومن ان التأثير الاقتصادي على بعض اشد البلدان تضررا من المرض سيفوق وباء نقص المناعة المكتسب «الايدز».

وفي تقرير نشر في مؤتمر للاتحاد الدولي لعلاج مرض السكري في باريس، قدر خبراء ان تكلفة الرعاية الصحية السنوية لعلاج المرض في انحاء العالم للاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 20 و79 عاما ستصل الى 153 مليار دولار على الاقل. وقال وليامز رايس استاذ علم الاوبئة بجامعة ويلز في مؤتمر صحافي «في بعض البلدان التي يوجد بها معدلات مرتفعة من الاصابة فان للسكري تأثيرا اقتصاديا اقوى من الايدز». وجاء في تقرير اطلس السكري ان اجمالي الانفاق المباشر على الرعاية الصحية لمرضى السكري في شتى انحاء العالم ستصل الى ما بين 213 مليار دولار الى 396 مليار دولار بحلول عام 2025 اذا ما صدقت التوقعات بان يرتفع عدد المصابين بالمرض الى 333 مليون شخص بحلول عام 2025 من 194 مليوناً حاليا.

وللسكري نوعان رئيسيان. النوع الاول يصيب الاطفال والمراهقين ويستقطع شريحة تتراوح من خمسة الى عشرة في المائة من كل حالات الاصابة بالمرض. اما النوع الثاني الاكثر شيوعا فهو الذي يصيب البالغين. والمصابون بالنوع الاول من السكري لا ينتجون ما يكفي من الانسولين، بينما ينتج المصابون بالنوع الثاني الانسولين لكن الجسم لا يستخدمه بشكل فعال. وغالبا ما يمكن الوقاية او السيطرة على السكري الذي يصيب البالغين في مراحله الاولى باتباع نظام غذائي حذر وممارسة التمرينات لكن المرضى يحتاجون في الغالب لتعاطي ادوية للسيطرة عليه. ويمكن ان يفضي السكري الى العمى والفشل الكلوي وامراض القلب والاعاقة والوفاة.

ويتوقع ان تحدث اكثر من 75 في المائة من حالات الاصابة بالسكري في الدول النامية بحلول عام 2025 بسبب التغيرات الاجتماعية والثقافية السريعة فضلا عن زيادة التمدن. ومن المتوقع ان يزيد هذا من الاعباء الملقاة على نظم الرعاية الصحية التي تنوء بالفعل من حمل نفقات مكافحة وباء الايدز.

وقال بول زيميت مدير المعهد الدولي لعلاج داء السكري «مثلما استشرى الايدز في العشرين عاما الاخيرة من القرن العشرين سيكون السكري في العشرين عاما الاولى من هذا القرن». واضاف زيميت وخبراء آخرون، انه مما سيفاقم من انتشار وباء السكري وجود ما يقدر بنحو 314 مليون مصاب بضعف في امتصاص الجلوكوز اي وجود مستويات جلوكوز في الدم اعلى من المعدل الطبيعي وهي من الاعراض الخطيرة التي تؤدي للاصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. وحذروا ايضا من ان النوع الثاني للسكري يزداد في الاطفال والمراهقين في الكثير من البلدان ويرتبط بزيادة السمنة. وحث الخبراء شركات الاغذية، وبخاصة مصنعي الوجبات السريعة، على انتاج اغذية اكثر محافظة على الصحة وكذلك حثوا الحكومات على اطلاق حملات توعية تدعو لمكافحة المرض.