اكتشاف الجين المسؤول عن عسر القراءة

الأولاد أكثر عرضة للحالة من البنات وخلل البصر مسؤول عن 84% من الحالات

TT

نجح الباحثون السويديون من معهد كارولينسكا الشهير في استوكهولم، في الكشف عن الجين المسبب لعسر القراءة Dyslexia عند الأطفال. ويأمل العلماء أن يعينهم هذا الكشف في وضع استراتيجية علاج مبكر للحالة التي تنغص حياة الطفل والوالدين على حد سواء.

وكتب فريق العمل بقيادة يوها كيري في مجلة «PNAS» المتخصصة، أن الخلل الذي اكتشفوه في جين DYXC1 يفسر معظم حالات ضعف القراءة التي تصيب الأطفال وليس كلها. وظهر من البحث أن هذا الجين هو المسؤول عن بناء بروتين معين تم فصله لدى معظم الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، ويعتبره العلماء المسؤول الأساسي عن الحالة. ونجح العلماء في فصل البروتين المذكور في أدمغة الأطفال أساسا، ويعتقدون أنه المسؤول عن اضطراب عملية الاستقلاب (التمثيل الغذائي) في خلايا الدماغ العصبية.

وحسب تقرير يوها كيري وفريق عمله في مجلة PNAS، فانهم عثروا على جين عسر القراءة من خلال مقارنة التركيبة الوراثية لأعضاء 20 عائلة فنلندية، يعاني أفرادها من عسر القراءة ومن عسر الكتابة أيضا إلى حد ما، مع التركيبة الوراثية لأفراد عوائل لا يعانون من هذه الحالات.

وفي مدينة روكستر توصل الباحثون، بعد فحص كافة الأطفال الذين ولدوا في المدينة بين 1976 و1982، إلى أن الصبيان اكثر عرضة من البنات للتوقف بوجوم أمام كتاب القراءة. واستخدمت الدراسة التي أجرتها عيادة مايو في روكستر أربع طرق مختلفة للتأكد من ضعف القراءة عند الأطفال من أعمار تزيد عن سن 5 سنوات. وشملت الدراسة 5718 طفلا وطفلة من المدينة وظهر من خلالها أن البنات عموما أفضل من الأولاد في القراءة في هذه السن. إلا أن الإحصائية التي تخص حالة عسر القراءة أثبتت أن الأولاد اكثر عرضة للحالة بمرتين الى ثلاث مرات من البنات. كما أظهرت نتائج امتحان القراءة، ارتفاع نسبة ضعف القراءة بين الأطفال عموما إلى 5.3 ـ 11.8% حسب الطريقة التي اتبعت في الامتحان.

ودعا الباحثون من جامعة غوتنغن الأطباء إلى الحذر من العجلة في تشخيص عسر القراءة لأن دراساتهم تشير إلى نسبة عالية من الحالات التي كان الخلل في البصر مسؤولا عنها. هذا مع ملاحظة أن امتحان القراءة نفسه قد يؤدي إلى تعب نظر الطفل حينما يطول، ويخدع الطبيب باحتمال معاناة الطفل من عسر القراءة. وأجرى الأطباء في عيادة البصر في غوتنغن دراسة شملت 33 طفلا يعانون من التعب والصداع حينما يقرأون ويعتقد أطباؤهم أنهم يعانون من عسر القراءة. واتضح أن نسبة 84% من الحالات لا علاقة لها بعسر القراءة، ويمكن تفسيرها على أساس قصور في البصر مثل قصر النظر والاستغماتيزم وغيرها.

وللتأكد من صحة استنتاجاتهم عمد الأطباء في غوتنغن إلى امتحان الأطفال بالقراءة بعد أن جرى تصحيح قصورهم البصري بمختلف الوسائل. وتبين بعد ذلك أن تصحيح قصور البصر حرر نسبة 78.8% منهم من الضعف في القراءة والكتابة. بكلمات أخرى كان سبعة أطفال من مجموع 33 عسير البصر يعانون فعلا من هذه الحالة.

ويقول الباحثون البريطانيون أن نتائج إحدى دراساتهم لا تنصح بتعمد رفع ضغط الأطفال أبدا، لكن الواقع أنهم توصلوا إلى أن أطفال المعانين من ضغط الدم هم أقل عرضة من غيرهم لحالة عسر القراءة. وخلص الباحثون إلى هذه النتيجة بعد مقارنة قدرات القراءة عند أطفال يعاني ذووهم من ارتفاع ضغط الدم بقدرات أطفال لا يعاني أهاليهم من هذا الارتفاع. وكان أطفال مجموعة ارتفاع ضغط الدم أفضل عموما من أطفال مجموعة المقارنة في درس القراءة، كما كانت نسبة المعانين من عسر القراءة أقل أيضا. واعتبر الباحثون من اوكسفورد أن هذه النتائج تؤكد مزاعمهم حول وجود سبب جسدي داخلي مشترك بين ضغط الدم وعسر القراءة. وربما يدفع الكشف عن الجين المسبب لعسر القراءة باتجاه البحث عن دور هذا الجين بالعلاقة مع مستوى ضغط الدم.