12 فريقا من 5 دول تتنافس على ارتياد الفضاء وفتحه أمام السياحة الدولية

تتحدى بطموحاتها خبرات وكالات الفضاء الأميركية والروسية والأوروبية

TT

ربما ينتعش مستقبل الفضاء ورحلاته بالقرب من هذه المدينة، بعيدا عما تخطط له وكالات الفضاء الاميركية والروسية والاوروبية. وهنا نجد رسل بلنك مثلا، وهو يحاول ارتداء بدلة فضاء مخصصة للرواد الروس، اشتراها زميله دون كارماك بمبلغ خمسة آلاف دولار. وكانت متوفرة تجاريا، تماما مثلما تتوفر تكنولوجيا بناء المحركات الصاروخية. وإن كان ماضي الرحلات الفضائية في أيدي وكالة الطيران والفضاء الاميركية «ناسا»، فقد يبدأ مستقبل هذه الرحلات مع هذه المجموعة من الهواة الذين يحاولون بناء صاروخ من مكونات متوفرة تجاريا. ويتوقع ان يحمل مثل هذا الصاروخ، بلنك للفضاء بتكلفة رخيصة.

وقد يقع مستقبل الرحلات الفضائية في مشغل متقدم تكنولوجيا، في صحراء موهافي، حيث يقوم برت روتمان وهو مصمم طائرات مبتكر ببناء مركبته الخاصة به. أو قد يقع بين أيدي أي من الاثني عشر فريقا من خمس دول يأمل كل منها الفوز بجائزة «مسابقة إكس» وهي مسابقة يأمل مؤسسوها في أنها ستشعل حمى سباق الفضاء الخاص، مما سيؤدي الى ميلاد السياحة الفضائية. واثارت المسابقة الاهتمام بين صفوف هواة الفضاء وأثرياء التكنولوجيا مثل جيف بيزوس، مؤسس موقع «أمازون.كوم». ويبدو أن هذه الفرق لا تقوم بعملها بالأسلوب الذي تتبعه «ناسا»، لأن هدفها هو دخول الفضاء بطريقة جديدة كليا.

* سياحة فضائية

* وحتى الآن فان أميركا وروسيا هما الدولتان الوحيدتان اللتان ترسلان أشخاصا الى الفضاء. وتعتزم الصين تجربة هذا الأمر لاحقا في هذه السنة. ولذلك كله سيواجه مجال السياحة الفضائية الخاص العديد من العوائق.

الا ان مؤيدي استكشاف الفضاء يقولون إنه يجب أن يتوفر بديل لمهمات «ناسا» التي تعتبر معقدة وباهظة التكاليف، وتعاني من البيروقراطية.

ولا يوجد شك أن هناك عوائق وأخطاراً جمة يجب على الفرق الفضائية الخاصة التغلب عليها، ولهذا يجب أن تقوم مجموعات من الفرق بتجربة عدة طرق مختلفة.

وتقوم «مسابقة إكس» على مبدأ مسابقة «أورتيج»، وهي المسابقة التي أدت الى رحلة تشارلز ليندبيرغ عبر المحيط الأطلسي في عام 1927. وهذه الصلة مع مسابقة «أورتيج» مهمة جدا لمؤسس «مسابقة إكس» الدكتور بيتر دياماندس، إذ كان يحلم منذ سن التاسعة أن يصبح رائد فضاء.

واجتهد دياماندس ليحقق هدفه إذ حصل على شهادات في الطب والهندسة ومؤهلات في مجالات مثل الطيران والغطس. وأدرك أثناء دراساته أن عددا قليلا من المتقدمين لريادة الفضاء يحصلون على المنصب، وحوالي نصفهم فقط يرسل للفضاء. وحتى هؤلاء الذين يرسلون للفضاء، نادرا ما يحصلون على عدة مهمات.

ولذلك قرر الدكتور دياماندس أن يؤسس مجالا جديدا في القطاع الخاص لإرسال الناس للفضاء. وكان مقتنعا أن سوق هذا المجال حقيقية، وان التكنولوجيا متوفرة، وان الشيء الوحيد المفقود هو الوسيلة لتشغيل السوق.

وفي عام 1994 أعطاه صديقه جريج مارينياك نسخة من مذكرات ليندبيرغ. وأدرك الدكتور دياماندس عندها أن هذه المنافسة كان هامة في ميلاد الطيران المدني على نطاق تجاري. وقام الصديقان بالاستعانة بهواة آخرين وأنشأوا مؤسسة «مسابقة إكس» في مدينة سانت لويس. ولا تنتهي الصلة مع ليندبيرغ هنا إذ يشغر ليندبيرغ حفيد تشارلز ليندبيرغ منصب نائب رئيس ووصي مؤسسة جائزة «مسابقة إكس».

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»