ورق وكارتون وخشب وحرير صناعي من قش الأرز في مصر

TT

نجح باحث مصري بهيئة الطاقة الذرية في الاستفادة من قش الأرز بطرق غير تقليدية، حيث أمكنه انتاج نوعيات من الورق بدءاً من الورق الخفيف الى الكارتون، ثم ألوان مختلفة من الخشب والسليلوز، وانتاج «الفسكوز» أو «الحرير الصناعي».

ويقول الدكتور عبد اللطيف طه لـ«الشرق الأوسط» ان الاستفادة من قش الأرز من خلال الطرق التقليدية فقط يمثل افلاساً علمياً، لأن منتجاته من الأسمدة العضوية والعلف الحيواني ما هي إلا تطويرات محدودة لما كان يفعله الفلاح فعلاً من قبل. واشار إلى أن التركيب الكيميائي لقش الأرز يحتوي على 40 ـ 50% سليلوز و11 ـ 15% لجنين و21 ـ 25% بنتوزان و2% بروتين و3 ـ 7% رماد، مؤكداً أن هذا التركيب لا يعتبر شديد البعد عن تركيب أنواع من خشب الزان والصنوبر التي يصنع منها لب الخشب، حيث أنها تحتوي على نحو 57 ـ 67% سليلوز و23 ـ 34% لجنين و12 ـ 15% بنتوزان وهو الأمر الذي دفع الابحاث باتجاه استخدام وسائل كيميائية لتعديل تركيب قش الأرز بعد طحنه، وذلك عن طريق استخدام كيميائيات رخيصة ومنتجة محلياً في مصر، موضحاً أن كمية لب الخشب التي تستخرج بصفة عامة هي في حدود 40% من وزن الخشب.

وقال د. عبد اللطيف انه استخدم سلسلة طويلة من المعاملات الكيميائية في أول الأمر مع تغيير ظروف التفاعل ومدته، والأوعية المستخدمة، الى أن تقلصت هذه المعاملات الى خطوات بسيطة. وبكيميائيات محلية رخيصة أمكن في النهاية الحصول على لب خشب تتفاوت جودته بين الأبيض الى الأصفر ثم البني الى الرمادي، وذلك حسب الظروف التي تم استخدامها في التفاعل، وهو الأمر الذي يعدد مجالات استخدام هذه الأنواع الخشبية، اذ يمكن في النهاية الحصول على لب خشب أبيض متى كانت الحاجة لذلك. وأكد أن لب الخشب هو المادة الأساسية في صناعات عديدة كأنواع الورق والكارتون والسليلوز كما أنه أمكن ضغط أو كبس عينات من هذا اللب لانتاج أقراص أو ألواح منه ليسهل تداوله وشحنه أو حتى استعماله كما هو وذلك تحت ضغط نحو 1000 ـ 1400 كيلوغرام على السنتيمتر المربع. وقال ان الحاجة الى الحصول على لب خشب من الأنواع غالية الثمن لنقائها والتي تستخدم لانتاج الفسكوز أو الحرير الصناعي، يمكن تلبيتها عن طريق رفع نسبة السليلوز والالفاسليلوز في لب الخشب، وهو الأمر الذي يمكن معه القول ان الطرق غير التقليدية أمكنها تحويل قش الأرز الى لب خشب وسليلوز وورق وكارتون وحرير صناعي في مصر.