المرصد العلمي

TT

* المصعد الفضائي فكرة من نسج الخيال العلمي تلهم الباحثين

* واشنطن ـ ا.ف.ب: قد تبدو فكرة بناء مصعد فضائي يرتفع على طول سلك يمتد آلاف الكيلومترات، الى محطة في مدار ثابت فوق الارض، من نسج قصص الخيال العلمي، غير ان الباحثين ينكبون بمنتهى الجدية على دراسة امكانية تحقيق مثل هذا المشروع. وقد عقد بضع عشرات منهم الشهر الماضي «المؤتمر السنوي الثاني حول المصعد الفضائي» في سانتا في نيومكسيكو.

واتاح الاجتماع الذي نظمه براين لوبشر الباحث في مختبر لوس الاموس القومي للابحاث، الاستماع الى عشرين محاضرة تطرقت الى جميع اوجه وخصائص هذا المصعد الفضائي، من سبل بنائه الى كلفته، مرورا بالمخاطر التي قد يشكلها على البيئة. وبعد ان كان هذا المشروع مجرد فكرة متخيلة، بات واقعا مع التوصل في مطلع التسعينات الى تركيب الانابيب الصغروية «النانوية»، وهي انابيب مجهرية قطرها يساوي نانومتر، تتألف من شريحة او عدة شرائح من الكربون وتتمتع بمقاومة تفوق بكثير مقاومة جميع مواد البناء الحالية. ويساوي النانومتر واحداً من مليون من المليمتر، او واحداً من مليار من المتر.

واعتبر لوبشر ان «اول من سيبني مصعدا فضائيا سيمتلك الفضاء»، موضحا ان مثل هذا المصعد يمكنه التنقل على سلك (كابل) «يمتد على مائة الف كيلومتر ويسمح بنقل حمولة (من المركبات الفضائية والاقمار وأجزاء المحطات الفضائية) الى ما وراء حزام النيازك»، في نظامنا الشمسي.ورأى ان «العديد من برامج اكتشاف الفضاء قد يعاد النظر فيها في حال تم بناء مصعد فضائي».

وقدم الباحث ديفيد سميثرمان من مركز مارشل الفضائي التابع لوكالة الفضاء الاميركية «ناسا» وصفا لتكنولوجيا المصعد الفضائي، فاوضح ان «بنيته تمتد من سطح الارض الى مدار فضائي ثابت، بشكل يجعل النظام برمته يدور في مسار متزامن مع دورة الارض ويبقيه في موقعه فوق قاعدته الواقعة على خط الاستواء». ويقع المدار الثابت فوق الارض على ارتفاع حوالي 36 الف كيلومتر، وهو المدار الذي تدور فيه اقمار الاتصالات والمحطة الفضائية الدولية.

وقال سميثرمان ان «مثل هذا البناء يمكن ان يصبح في القسم الاخير من القرن الحادي والعشرين، نظاما لنقل الاشخاص والمعدات والوقود والكهرباء بين الارض والفضاء». واضاف انه بات من الممكن بناء المصعد بفضل التقنيات الصغروية (النانوتكنولوجيا) التي اتاحت انتاج الانابيب النانوية، مذكرا بدوره بان «مقاومة هذه الانابيب تفوق بمئات الاضعاف مقاومة الفولاذ». كذلك اشار الى الابحاث الجارية في مجال الدفع الكهربائي ـ المغنطيسي لنقل الحمولات بسرعة فائقة، مشيرا الى ان هذه التكنولوجيا ستطبق على المصعد الكهربائي المغنطيسي الذي سيرسل الى الفضاء.

وتمول «ناسا» حاليا مشاريع ابحاث خاصة لتطوير مثل هذا المصعد، وبينها ابحاث تجريها مؤسسة «هايليفت سيستمز» في سياتل ولاية واشنطن. ويتفق الخبراء على ان تنفيذ مثل هذا المشروع سيستغرق حوالي خمسين عاما، منوهين في الوقت نفسه بان كلفته ستكون اقل من كلفة بناء المحطة الفضائية الدولية التي يتوقع ان تتجاوز ستين مليار دولار.

* اليونسكو تشجع تعدد اللغات على الإنترنت والمحافظة على التراث الرقمي للشعوب

* باريس ـ «الشرق الاوسط»: تناقش الدورة الثانية والثلاثين الحالية لمؤتمر عام اليونسكو المنعقدة حاليا بباريس، نصين حول تكنولوجيا المعلومات والاتصال، بهدف اعتمادهما من قبل الدول الأعضاء. ويتناول النص الأول تعدد اللغات المستخدمة على شبكة الإنترنت، فيما يدور النص الثاني حول المحافظة على التراث الرقمي. وسوف يسهل اعتماد النصين تشجيع استعمال كل لغات العالم على شبكة الإنترنت، وتمكين كل فرد استخدام لغته على الإنترنت، وتعزيز التعددية الثقافية والتفاهم المشترك. وتستخدم حاليا لغة على هذه الشبكة، مما يعني أن الغالبية الساحقة من آلاف اللغات والثقافات الموجودة غائبة تماما عنها. أما مشروع المحافظة على التراث الرقمي، فيهدف إلى مساعدة الدول الأعضاء على تحضير سياساتها الوطنية للوصول إلى الوثائق الرقمية والمحافظة عليها، خصوصا الهشة منها، بسبب سهولة ضياعها من جهة وسرعة تقادم الآلات والبرامج المستخدمة في الوصول إليها والمحافظة عليها. وتشكل المستندات الرقمية مصدر معلومات مهم وتمثل تراث الغد. وعلى سبيل المثال، فإن المعطيات عن كوكب المريخ التي أرسلتها مركبات وكالة الفضاء الأميركية من طراز «فايكينغ» في أواسط السبعينيات فقدت، لأن الأشرطة الممغنطة التي كانت تستخدمها الكومبيوترات قبل 25 عاما لم تعد قراءتها ممكنة. ولذا فهناك حاجة للإبقاء على المعدات والبرامج الأصلية أو تلك المتناسقة مع المستندات المحفوظة. ويطرح حجم المعطيات الواجب حفظها مشكلة بذاته، اذ تشير التقديرات الى أن شبكة الإنترنت تحتوي على مليار صفحة، تتراوح مدة بقائها ما بين 44 يوما وسنتين.