عناوين إنترنتية لمركبات فضائية تسبح في الكون وغسالات وساعات تتواصل بالشبكة

TT

* أعضاء بشرية صناعية تستقبل الأوامر مباشرة من المخ

* فيروسات الكترونية تتكيف مع «مستضيفها الشبكي»

* مجموعة ضاربة من الشرطة الإنترنتية لمنع تزوير العلامات التجارية لندن: «الشرق الأوسط» بعد اطلاقهم لتوقعات ارعبت ملايين الناس في مشارق الارض ومغاربها حول المشاكل التي ستترتب على توقف شبكات الكومبيوتر بحلول عام 2000، يتردد خبراء تقنية المعلومات حاليا في طرح اي توقعات للعام الجديد 2001. وكانت التوقعات التي طرحت حول رأس السنة الحالية 2000 قد شملت كل الاحتمالات، من انقطاع الطاقة الكهربائية عن ملايين الصينيين الى توقف الكومبيوترات العملاقة في وادي السليكون الاميركي وعطل الشبكات المالية وشبكات النقل والاقمار الصناعية. وكتب مختلف الناس ما حلا لهم من الروايات ، وكان من بينهم خبراء اعتقدوا فعلا بوجود مثل هذه الاحتمالات، وآخرون نجحوا في تسويق الخوف الذي دفع بكبريات الشركات العالمية وبعدد كبير من الشركات الاخرى الى نصب نظم وبرامج جديدة، او ترقية القديمة منها قبل حلول الموعد 2000.

وستدخل مشكلة عام 2000، بوصفها «اسوأ توقع وقع في مصيدته آلاف الخبراء والمديرين التنفيذيين للشركات، وفنيو التكنولوجيا والصحافيون (بالطبع) الذين ادعوا معرفتهم للغيب»! كما يقول موقع «سي. نت» الانترنتي.

توقعات 2001 ويشير اغلب الخبراء الآن الى التطورات التي سيشهدها العام المقبل بوصفها امتدادا للتطويرات التكنولوجية التي شهدها عام 2000 او الاعوام الاخيرة في التسعينات. وتبدو في اعلى قائمة التطويرات المتوقعة، نظم بث واستقبال البيانات عبر الانترنت بواسطة النطاق العريض (وهو النطاق الذي يمكن من سرعة ايصال الصور والرسوم خصوصا بسرعة اكبر، اضافة الى الملفات الصوتية والنصوص) التي ستوجه الى قطاع اكبر من الجمهور. كما يتوقع الخبراء تطور تقنيات التراسل الفوري، وانتشار الاجهزة المنزلية المتواصلة بالانترنت مثل الغسالات والساعات الانترنتية.

شرطة إنترنتية ويتوقع خبراء شركتي «سيمانتك» و«نتورك اسوشيتس» للفيروسات الالكترونية ان تطور الانواع الجديدة من الفيروسات نفسها بحيث تدرس الوسط الذي تحل فيه «ضيفة» اي الكومبيوتر والشبكة التي يتواصل معها، ثم تغير نفسها للتكيف مع الوسط الجديد. ويعتقد غوردون بيل احد رواد العصر الرقمي ورئيس «يونيفرسيتي فيديو كوميونيكيشن» ان تظهر مجموعة ضاربة من الشرطة الانترنتية تتحقق من عدم خرق قوانين الملكية الفكرية، وتزوير العلامات التجارية على الانترنت. وقد تحولت الانترنت الى شارع تجاري الكتروني عالمي تسوق فيه كل البضائع وتعرض فيه كل السلع، الحلال والحرام. وكأي شارع مزدهر نزل التجار الشرفاء منهم والغشاشون، واخذ المحتالون والنصابون والمجرمون يصولون ويجولون فيه اضافة الى الآلاف من الاشخاص الذين يحاولون تقديم المعارف البشرية وتزويد الملايين بما يحتاجونه.

وتسود الشارع العالمي هذا حالة من الفوضى تتطلب حماية من الشرطة، وقد ادى ذلك الى تدخل الحكومات لتسهيل مراقبة الشركات للعاملين فيها الكترونيا مما اثار موجة استنكار كبرى من قبل مجموعات الدفاع عن الحريات وعن الخصوصيات الفكرية.

الإنترنت فضائيا ومع تمكن وكالة الطيران والفضاء الاميركية «ناسا» من الاتصال، بالاعتماد على بروتوكول انترنتي، باحدى مركباتها الفضائية الربيع الماضي، يتوقع الخبراء امكانات كبرى لتوظيف الانترنت في الاتصالات مع المركبات التي تنطلق نحو اغوار الكون. وقد نجح خبراء مركز جودارد للطيران في غرينبيلت في ماريلاند «ناسا» في الاتصال بمركبة UOSAT-12 عبر مركز مراقبة ارضي في مقاطعة ساري جنوب لندن في بريطانيا وذلك باستخدام ما يسمى «حزمات بنج» ping packets. وكانت المركبة الاولى من نوعها التي امتلكت عنوانا على الانترنت (بنج هو برنامج انترنت اساسي للتحقق من وجود IP اي البروتوكول الانترنتي الذي يعرف كل موقع او شخص). وما عليك هذا العام الجديد الا ان تدقق في اسماء النطاق الجديدة التي ستدلك على مواقع كونية على شبكة الانترنت، مثل Mars المريخ، او Earth الارض، او Jupiter المشتري! وتثير التطويرات في العلوم الحيوية اهتمام العالم، وهي تمنح كل انسان على وجه الارض دفقة من الامل في علاج الامراض المستعصية .وسوف تعجل التطويرات في ميدان النانوتكنولوجيا (الابعاد المتناهية في الصغر) بصنع نانو كومبيوترات من بضعة آلاف من الذرات.

ويتوقع خبراء اميركيون في العدد الاول لعام 2001 من مجلة «تكنولوجي ريفيو» التي يصدرها معهد ماسوشيسيتس للتكنولوجيا، ظهور رقائق الكترونية تصنع من البلاستيك، واعضاء بشرية صناعية تتسلم اوامرها من المخ مباشرة، خلال الاعوام العشرة المقبلة. وستتطور نظم التعرف على الاصوات ونظم القياسات البيولوجية للتعرف على الهوية الشخصية، بالتعرف على بصمة الاصابع او حدقة العين او شكل قبضة اليد، وما شابه.

هذا هو العالم التكنولوجي المدهش الذي يبزغ فجره امام البشرية، ولو تحقق السلام على الارض لرأيناه يتجسد خلال اعوام.

=