نظم الذكاء الصناعي تشق طريقها ببطء

مئات العلماء يحاولون إدخال تقنيات ذكية في شتى الأجهزة الإلكترونية الشعبية

TT

نظم وتقنيات الذكاء الصناعي كانت دائما موضوع خلاف، وتتغير شروط النقاش مع كل تقدم وتطويرات تحدث في علم الكومبيوتر. فمن جهة يعتبر الذكاء الصناعي عملية تصميم لأجهزة قادرة على إعطاء ناتج لا يفرق عن ناتج يعطيه إنسان. ولكن هذا ما يزال طور البحث والتجارب. ولكن من جهة أخرى فان نظم الذكاء الصناعي توجد حولنا.

على سبيل المثال قبل ثلاثين سنة كانت برامج التعرف على النطق تعتبر من مشاكل الذكاء الصناعي الرئيسة. أما اليوم فهي شائعة، ومن الأمثلة عليها برنامج معلومات الرحلات لخطوط «يونايتد ايرلاينز» الجوية. ويقول داني هيليس الخبير المتمرس في هذا الميدان: «تعتبر هذه الأشياء ذكاء صناعيا قبل المباشرة بالعمل عليها. ولكن حالما تحل المشكلة فانها تعتبر إنتاجا هندسيا».

ثمار البحوث وثمار بحوث الذكاء الصناعي كثيرة حولنا، سواء كنت تحاول هزم المنظم الشخصي بلعبة شطرنج، أو مشاهدة برنامج معالج النصوص يصحح الإملاء، أو لعب لعبة فيديو، فأنت ترى الطرق المختلفة التي دخل فيها الذكاء الصناعي في مجال الحياة اليومية.

ويقول الدكتور باتريك وينستون وهو أستاذ في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ومدير لمختبر الذكاء الصناعي هناك لمدة 25 سنة: «أصبح الذكاء الصناعي أكثر أهمية وأكثر وضوحا وانتشارا، ولكنه في معظم الوقت يكون تحت السطح». ومنذ بدء الدكتور مارفين منسكي والدكتور جون ماكارثي وغيرهما العمل في مجال الذكاء الصناعي في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في الخمسينات والستينات، اتفق علماء الكومبيوتر بالإجماع على أن الذكاء الصناعي سيدخل الحياة بشكل متزايد. ويقول الدكتور هيليس وهو طالب سابق للدكتور منسكي ورئيس لشركة «أبلايد مايندز» في كاليفورنيا: «نحن نعمل على تطوير الذكاء الصناعي شيئا فشيئا». ويضيف هيليس وغيره أن ذكاء الأجهزة الحالي يقع ضمن طيف ما (من الذكاء).

وعلى الطرف الأقل ذكاء، توجد منتجات مثل الغسالات الذكية وأجهزة تحضير القهوة، أي آلات تعرف مدى الاوساخ العالقة بحمل الغسيل، أو متى تطفئ مسخن القهوة. ويتفق الخبراء بشكل عام على أن هذه الأجهزة هي تصاميم ناتجة عن معالجات ومجسات معقدة، ولا تحمل دلائل على الذكاء الصناعي.

اما الأجهزة التي لا يمكن تفريق ناتجها عن ناتج الإنسان، مثل كومبيوتر «آي.بي.إم » للعب الشطرنج «ديب بلو»، و«آرون» وهو فنان آلي يرسم رسومات يعتقد اي شخص، أن إنسانا قد رسمها.

وفي وسط الطيف تقع برامج التعرف على النطق والتي تستخدم مع معالجات النصوص وبرامج التنقية التعاونية مثل التي تستخدمها شركة «أمازون كوم» لتقديم توصيات حول الشراء، وبرامج بحث، والتي تستجيب لسؤال مصاغ على شكل جملة كاملة، وليس مصطلحات بحث فقط.

وأحد الأسباب لانتشار الذكاء الآلي في العالم التجاري هو انتشار علماء الذكاء الصناعي في صناعة الكومبيوتر، الذين انتقلوا خارج النطاق الأكاديمي واحتلوا مناصب في شركات التكنولوجيا المتقدمة. فعلى سبيل المثال توظف مايكروسوفت حوالي ثمانين عالم ذكاء صناعي، أتى العديد منهم من الجامعات. ولسنوات الآن باعت مايكروسوفت برنامج أوفيس مجهزا بعدد من مزايا الذكاء الصناعي المزروعة مثل مصحح الإملاء التلقائي ومساعد الإجابات الذي يستبق حاجات المستخدم الذي يبحث عن موضوع معين في الوثائق الإلكترونية.

* خدمة نيويورك تايمز. خاص بـ«الشرق الأوسط» =