رغم ان السلطات الصينية تحيط مسألة إطلاق مركبتها المأهولة «شينزهو 5» صباح اليوم بغلاف من السرية البالغة خشية حصول ما هو غير متوقع، إلا ان المراقبين يتوقعون هذا الحدث بلهفة بالغة، وعين فاحصة، لكون هذا البلد يملك برنامجاً فضائياً طموحاً جداً، أحد بنوده محاولة إنزال إنسان على سطح القمر.
والمعلوم أن رائد الفضاء الصيني، الذي سينطلق صبيحة هذا اليوم، سيكون مرشحاً واحداً من بين ثلاثة فقط، استقر الرأي عليهم أخيراً بعد اختيارهم من أصل 14 طياراً آخرين جميعهم من الطيارين العسكريين المحنكين جداً، الذين قضوا ساعات طويلة على أحدث المقاتلات والطائرات العسكرية الصينية الحديثة.
ومن المقرر بعد انطلاق الرحلة بنجاح، أن تعلن بكين عن اسم رائد الفضاء وأوصافه، رغم انها فرضت قيوداً على تغطية الوكالات ووسائل الإعلام الغربية لهذا الحدث الفريد من نوعه، الذي سيفتح للصين دخول النادي الفضائي من مصراعيه بعد الولايات المتحدة وروسيا، إذ من المتوقع أن تحل في يوم قريب محل روسيا في إرسال مركبات مأهولة من صنعها لاكتشاف العالم الخارجي وتسجيل منجزات كبيرة في حقول العلم والتقنية والاكتشاف.
وسيجري إطلاق المركبة بواسطة الصاروخ الصيني البعيد المدى «لونغ مارش ـ 2 إف»، من المركز الفضائي الصيني «جويو كوان» في صحراء «غوبي».
والمعلوم أن الصين أطلقت قبل الآن كبسولات «شينزهو»، لكن من دون رواد فضاء على متنها، التي هبطت جميعها بنجاح في منغوليا الداخلية بعد ما دارت الأخيرة منها 108 دورات حول الأرض.
ولا يخفى أن الصين تفكر في الفضاء من منظور عسكري، رغم ان هذه الرحلة اليوم مدنية تماماً.
والملاحظ أيضاً، أن المراقبين جميعهم توقعوا أن اليابان ستكون هي الدولة الآسيوية الأولى التي ستغزو الفضاء من بابه العريض، لكن يبدو ان الصين سبقتها بأشواط حتى الآن.