السلطات الأميركية تحاول تقييد استخدام الهاتف الخلوي أثناء قيادة السيارات

أكثر من 107 ملايين أميركي يستخدمون الهواتف النقالة 85 بالمائة منهم أثناء السياقة

TT

توجد حقائق قليلة معروفة عن الهواتف الخلوية، إذ يحب اصحابها هواتفهم، ويحبون التحادث بها، عندما يسوقون سياراتهم سواء إن كانوا على الطرق العامة أو الداخلية. ومع أن هذا لا يعتبر مخالفا للقانون فقد يكون مميتا.

يعرف كل شخص يجري مكالمة أثناء القيادة، انه سينحرف عن الطريق عندما يتكلم بالهاتف، ويحاول القيادة. ولكن هل يتعدى هذا الحدود القانونية؟ وهل يعتبر التكلم على الهاتف أسوأ من تناول سندويش أثناء محاولة تغيير محطة الراديو داخل السيارة؟ أو هل هو مشابه لتناول مشروب كحولي أثناء القيادة.

وتحاول الولايات تقييد استخدام الهاتف الخلوي في السيارات الآن، إثر التحقيق في أول قضية جريمة قتل بسيارة تتضمن استخدام هاتف خلوي في ولاية ميريلاند.

هاتف السيارات ويقول بنجامين كنج من «هايواي واتش» وهي مجموعة في لوس أنجليس تنادي بوضع قوانين أحزمة الآمان والهواتف الخلوية: «يجب أن تعامل الهواتف الخلوية مثل تناول الكحول في السيارة. فان كان الهاتف شاغلا فأنت مخالف. فاستخدام الهاتف الخلوي بمثابة تناول الكحول قبل القيادة».

ولكن معارضي وضع قوانين للحد من استعمال الهواتف الخلوية يقولون ان استخدام الهاتف الخلوي لا يختلف عن تغيير محطة الراديو أو التكلم مع الأطفال في المقعد الخلفي أو محاولة تناول الطعام. فالقيادة السيئة يجب أن تعاقب وفقا لقوانين القيادة المتهورة السارية.

ويستخدم اكثر من 107.5 مليون شخص في الولايات المتحدة الهاتف الخلوي ويقدر أن 85% منهم يستخدمون الهاتف أثناء القيادة. ويقول جف تومسون محلل في صناعة الهاتف الخلوي أن المشكلة في حجمها: «بحلول عام 2005 سيملك أكثر من 150 مليون اميركي هاتفا خلويا. ولن يمكن إزالة هذه الهواتف من أيديهم وسيكون من الصعب إزالته من سيارات المستخدمين. وللبعض منا وخاصة في المدن الكبيرة، تعتبر الهواتف الخلوية معدات قياسية. إذ انهم يقضون 10% من يوم عملهم وراء مقود السيارة على الهاتف. ويقول تم فلين ان هذا التقدير محافظا جدا. ويقضي فلين الذي يعمل موظف مبيعات في لوس أنجليس، خمس ساعات على الهاتف الخلوي، معظمها في السيارة.

ويقول جون لي أستاذ في جامعة آيوا يدرس الانشغال بالهاتف الخلوي: «بشكل عام يعتقد الناس أن هذا ليس خطرا. ويعتقد الناس أن أحد الأخطار الرئيسة، هو ادارة الرقم الهاتفي بينما يمسكون الهاتف بيد واحدة. ولكن هذا ليس صحيحاً».

ويضيف لي أن القدرة على التركيز على الطريق تقل لأن التكلم بالهاتف الخلوي يتطلب الكثير من قدرة الدماغ. لكن مؤيدي الصناعية اللاسلكية يقولون أن استخدام الهاتف الخلوي يؤدي للانشغال. ولكن هناك درجات متفاوتة من الانشغال. ويقول دي يانكوسكي مدير البرامج التعليمية عن اللاسلكي لهيئة الإنترنت والاتصالات الخلوية: «يقوم السائقون بعدد من الأعمال وهم يقودون. ولذا فعليهم ألا ينسوا توخي العقل والقيادة المسؤولة بينما يقودون السيارة، ويجب أن تكون السلامة أولويتهم الأسمى مهما كان السبب».

قيود قانونية وتقوم سبع ولايات فقط وهي مينيسوتا وأوكلاهوما وميتشيغان ومونتانا وبنسلفينيا وتينيسي ومريلاند بتسجيل الحوادث التي حدثت اثناء استعمال الهاتف الخلوي. ولكن السلطات في تلك الولايات تقول ان هذا العدد قد يكون متدن لأن السائق لا يعترف دائما أنه كان يستخدم الهاتف الخلوي عند حدوث الحادث.

ولا تمنع أية ولاية استخدام الهاتف بالسيارة ولكن ثلاث ولايات قامت بوضع قيود طفيفة على استخدام الهاتف أثناء القيادة. وفي هذه السنة تنظر 27 ولاية في وضع قانون قد يقيد استخدام الهاتف الخلوي بالسيارة أو يمنعه. وقامت عدة حكومات محلية بوضع قيود على القيادة أثناء التكلم على الهاتف الخلوي.

وفي الشهر الماضي تم محاكمة تلميذ من الكلية البحرية في مريلاند بجريمة قتل بالسيارة راح ضحيتها فيها شخصان بعد أن دهسهما وهو يحاول أن يدير رقما ما على الهاتف الخلوي ولكنه لم يدان. وجده القاضي مذنبا فقط بتهمة القيادة المتهورة لأن قانون ميريلاند لا يمنع استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة.

ويقول مايكل هيرما المدعي العام في هذه القضية ان عملية ادارة رقم على الهاتف الخلوي أثناء القيادة بسرعة يمثل إهمالاً جسيماً. ففي قضية قتل غير متعمد يجب إثبات الإهمال الجسيم حتى يتم إدانة المجرم. وعرف هيرمان انه يصارع معركة خاسرة، لأنه لا توجد أي سابقة لهذه القضية. ويقول: «لقد تضمنت بعض السوابق للقتل بالسيارة القيادة تحت تأثير الكحول. ولكن لم توجد أي قوانين تحكم تناول الكحول والقيادة. وتم وضع قوانين تمنع القيادة تحت تأثير الكحول».

ويعتقد روري دوفنر من جورجيا أن الناس لا يدركون شدة الانشغال التي تولدها الهواتف الخلوية. ويقول: «الهاتف الخلوي يعيق قيادتك فأنت تعتقد انك مسيطر على الوضع ولكنك لست مسيطرا عليه بتاتا».

* خدمة يو اس ايه توداي خاص بـ«الشرق الأوسط» =