عملاق العصر القديم يتطلع إلى عصر ما بعد الكومبيوتر

«مايكروسوفت» تطمح إلى الهيمنة على الأجهزة الجديدة المرتبطة بالإنترنت

TT

هل ستظل شركة «مايكروسوفت» مهيمنة على صناعة الكومبيوتر بنقلها لنظام التشغيل من الكومبيوتر إلى الإنترنت؟

وكانت أكبر شركة مستقلة لبرامج الكومبيوتر قد قررت السنة الماضية المغامرة على أن مستقبل نظام التشغيل سيكون في شبكة من الكومبيوترات المشبكة والمنتشرة حول العالم.

وتعتبر هذه الحركة خطوة ذات دلالة لأنه بعد ظهور الإنترنت بخمس سنوات ما زالت «مايكروسوفت» تتأمل في تطوير الكومبيوتر، بالرغم من إدعاء أعداد متزايدة من منشقي الإنترنت بقدوم الكومبيوتر الشبكي. ويدعي المنشقون أن الإنترنت ستكون الحاكمة بينما سينقرض الكومبيوتر. وستحل محله آلات رخيصة وخفيفة وبقوة كافية لتشغيل متصفح إنترنت.

كومبيوتر شبكي وتعارض مايكروسوفت هذا الادعاء، وفي عام 1995 قامت بدمج متصفح الإنترنت بنظام التشغيل في الكومبيوتر وأدى هذا لرفع وزارة العدل الاميركية والمدعي العام لقضية مقاومة احتكار والتي خسرتها مايكروسوفت هذه السنة، وتنوي الاستئناف فيها.

وخلال ذلك تحول النقاش حول الكومبيوتر الشبكي إلى خلاف حول ما ستكون عليه الآلات ما بعد عصر الكومبيوتر. ويقول المنشقون ان الإنترنت في المستقبل ستولد انفجاراً للأجهزة المرتبطة بالإنترنت التي ستكون بعيدة عن الكومبيوتر وستحول «مايكروسوفت» الكومبيوتر الى تحف أثرية من عصر قديم. وتدافع مايكروسوفت مرة أخرى بالقول انه لن يكون هناك عصر ما بعد الكومبيوتر، وإنما عصر «الكومبيوتر المضاف» لها والذي ستحوم الأجهزة فيه حول بؤرة يمثلها الكومبيوتر.

وقام بيل جيتس وهو مصمم البرامج الرئيسي في مايكروسوفت بوضع فكرة إستراتيجية. نيت وللآن كان هناك الكثير من الكلام حول مشروع .نيت ولكن التفاصيل ظلت قليلة. وتباطأت مايكروسوفت في تطوير نماذج حقيقة عما سيقدمه نظام كومبيوتر. نيت.

وما زالت المغامرة الأساسية واضحة، وهي تتمثل بتطوير نظام تشغيل مكون من برامج بسيطة تعرف باسم واجهة تطبيق مبرمج الاستخدام. وستكون السيطرة على هذه البرامج هي جوهر قوة «مايكروسوفت» في صناعة الكومبيوتر. وتحاول الشركة الآن أن تنسخ نموذج الكومبيوتر هذا في الإنترنت وتأمل بأن تجمع منصة يكون فيها ملايين المستخدمين نظام. نيت.

ولكن مايكروسوفت لا تنفرد بهذا المسعى أو تعتبر من الأوائل إذ تبنت كل من «صن مايكروسيستمز» و«أمريكا أون لاين» و«أوراكل وآي. بي. إم» أشكالاً مختلفة من استراتيجية اعتبار الإنترنت كأساس.

ومحاولة مايكروسوفت تشكيل العالم الجديد بصورة العالم القديم، محاولة جريئة فعلا. ولكن إن كان لديها القوة لترويض هذه الكومة الفوضوية، فان ذلك يظل مسألة قابلة للجدال.

* خدمة نيويورك تايمز. (خاص بـ«الشرق الأوسط») =