«كورسييه معدني داخلي» مطوّر لعمليات العمود الفقري

قوي ومرن مثل جذوع الأشجار زرع في 60 مريضا خلال الأشهر الـ18 الماضية

TT

نجح جراح الكسور والعظام النمساوي البروفيسور ارشيبالد فون شتريمبل، في تطوير هيكل معدني من القيود والمسامير، يفترض أن يزود ظهر المريض بكثير من القوة والمرونة التي يفقدها عادة باستخدام مسامير التثبيت التقليدية.

ووصف فون شتريمبل، وهو مهندس تقني في ذات الوقت ، الهيكل المعدني الذي طوره بأنه يعمل بمثابة «كورسييه داخلي» يمنح الفقرات القوة اللازمة ويتيح للمريض الحركة بكثير من الحرية. وذكر الطبيب النمساوي، رئيس قسم الكسور والعظام في مستشفى فيلدكيرش، أمام حشد من جراحي العالم حضروا الندوة التي أقامها الاسبوع الماضي في عيادة فيلدكيرش، أنه يأمل أن يحل «الكورسييه الداخلي» محل الأنواع الأخرى من معدات تقوية الظهر خلال فترة قصيرة. ويلجأ جراحو العظام إلى زرع مثل هذه المسامير عادة في حالة معاناة المريض من ضرر بالغ يصيب الفقرات والغضاريف في الظهر.

وقال فون شتريبل ان تصميم «الكورسييه الداخلي» الذي يحمل اسم «كوزميك سيستيم» يشبه جذوع الأشجار في قوتها ومرونتها في آن، فهو يتحمل الأثقال ولا ينكسر بسهولة تحت ضغطها كما أنه مرن ويسمح بحركة العمود الفقري ككل والفقرات المتضررة كل على حدة أيضا.

وزود فون شتريبل طوال 12 سنة من التجارب صواميل (براغي) برؤوس مرنة ومتحركة تقوم بتثبيت العمود الفقري بواسطة لوحين معدنيين مرنين على طول الجزء المتضرر من العمود الفقري. ويعتمد طول اللوحين وعدد الصواميل على طول الجزء المتضرر من العمود الفقري إلا أن التجارب التي أجراها فون شتريبل أظهرت أن الجراح بحاجة إلى أربع صواميل في الأقل لتحقيق النتيجة المطلوبة. هذا يعني أن الألواح المعدنية والصواميل تزود العمود الفقري بالقوة اللازمة في حين تعمل الصواميل ذات الرؤوس المتحركة على تزويد الظهر بمرونة الحركة.

ونجح الجراح النمساوي في زرع الهيكل المعدني في ظهور 60 مريضا خلال الأشهر الـ18 الماضية، وأظهرت النتائج نجاحا كبيرا من ناحية المتانة والمرونة. كما نجحت العمليات لأول مرة بتخفيف الضغط الناجم عن المسامير على الغضاريف والأنسجة القريبة. وتطلبت كل عملية نحو ساعتين من العمل لكن الطريقة الجراحية تسمح للمريض بالحركة خلال فترة قصيرة. وأكد فون شتريبل أن المريض يستطيع النهوض بعد يوم واحد من العملية، وأن يذهب إلى البيت بعد اسبوع. وهذا اختصار كبير في الوقت، مقارنة بالمسامير والعمليات التقليدية التي تتطلب بقاء المريض في المستشفى فترة 17 يوما.