صمغ وقهوة وعسل أسود من قرون الخروب

TT

في الوقت الذي لا تنتشر فيه زراعة الخروب في مصر سوى في منطقة واحدة هي منطقة البيوطي بالواحات البحرية، كشفت دراسة علمية امكانية استغلال ثمار الخروب اقتصاديا في اشياء كثيرة ابرزها انتاج صموغ لها استخدامات صناعية عديدة أو قهوة أو انتاج ما يشبه العسل الاسود وغير ذلك من المواد السكرية التي يمكن ان تدخل في صناعة الحلويات بجانب استخدامات طبية، وتقول الباحثة في مجال النباتات الطبية والعطرية بمركز البحوث الزراعية في مصر الدكتورة شادية احمد لـ«الشرق الاوسط» ان الخروب نبات طبي ويطلق عليه احيانا «الخرنوب» وهو يتبع العائلة البقولية والنبات شجرة مستديمة الخضرة يبلغ ارتفاعها حوالي 15 مترا عند تمام النضج وتبقى في الارض قرنا من الزمان وجذرها وتدي يتعمق في الارض الى أسفل ما يقرب من 20 مترا، موضحة ان نبات الخروب يتكاثر بالبذور حيث يتم نقع هذه البذور في الماء الساخن لمدة ساعة أو عدة ساعات في حامض الكبريتيك المركز لكسر صلابة الغطاء وتزرع في تربة عميقة، وبعد الانبات تنقل الى أوان من الورق المعامل بالاسفلت بطول 18 الى 24 درجة وقطر 4 بوصات ومن دون قاع وتعلق على التربة بواسطة شباك ليتم تقليم الجذور هوائيا.

وتذكر العالمة المصرية ان قرون الخروب تحتوي على 36% سكريات و5% من البروتين و6% الياف خام و2% رماد، كما تحتوي ايضا على دهن خام 2% مشيرة الى ان 75% من السكريات الكلية للخروب عبارة عن سكروز مع جلوكوز وفركتوز وتزداد كمية السكريات في القرون كلما نضجت كما تبدأ هذه السكريات الكلية في الزيادة بعد استطالة القرون، وهي تتوقف وتتناسب طرديا مع الحرارة والجو الجاف اثناء فترة النضج مؤكدة ان السكريات الكلية الموجودة في قرون الخروب تجعلها مصدرا لصناعة الحلوى كما أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها إنتاج صموغ من البذور وهذه الصموغ لها استخدامات عديدة في المجالات الصناعية وان القرون يمكن طحنها مع الدقيق لتغذية الانسان بخلاف الفوائد الطبية حيث يفيد في تخليص البطن من آلامها، ويفيد الرئة والصدر ويقوي المعدة ومدر ومنشط للعصارة ولافرازات المرارة كما يستعمل في النزلات الصدرية والحميات، وامكن تحميص الخروب والحصول على قهوة جيدة الرائحة والمذاق وعالية القيمة كما امكن من خلال الطرق الطبية الحديثة انتاج ما يشبه العسل الاسود في قرون الخروب وهو جيد المذاق عند تناوله مع الطحينة كما ثبت انه يعالج حالات الاسهال عند الرضع والاطفال ولكن تناوله بكثرة لدى الكبار يسبب لهم امساكا، اما المقادير الكبيرة فتوقف الاسهال لدى الكبار ايضا ويعالج الدوسنتاريا والناتج عن نقع الخروب في الماء الدافئ مرطب ومعدل لحموضة الهضم وهو الامر الذي يجعله يفيد في علاج حموضة المعدة.