خبراء أميركيون يدعون إلى زيادة تناول الحبوب الطبيعية لدرء وباء السمنة

الحبوب غير المكررة تخلو من الدهون تقريبا وغزيرة بالألياف والفيتامينات ومصدر جيد للمعادن

TT

* دراسات علمية تؤكد أن الذين يتناولون حبوبا غير مكررة أكثر صحة وأطول عمرا

* نظم غذائية غنية بأطعمة تحتوي على الحبوب غير المكررة ونباتات متدنية الدهن المشبع والكولسترول قد تساعد في خفض خطر أمراض القلب وأنواع معينة من السرطان

* تتعرض الكربوهيدرات للذم دوما بسبب دورها في نشر وباء السمنة، وزيادة خطر التعرض لأمراض القلب والسكري وغيرها. وللتأكيد فإن الكربوهيدرات التي تهيمن على نظام الغذاء الأميركي، وهي السكريات والنشويات المكررة، هي التي تستحق هذه السمعة السيئة.

ونظرا لاستهلاكها بكثرة فإن النشويات المكررة، أي التي عولجت عدة مرات من شكلها الطبيعي الأول، تعمل مثل السكريات، إذ يعتبر كل منها مسؤول عن السمنة لدى الناس. وعندما بكون الشخص سمينا ، فإن هذا يؤثر سلبيا على لبيدات الدم (اللبيدات، هي مركبات عضوية تشمل ضروبا من الدهن والشمع)، وسكر الدم، مما يشجع على الإصابة بأمراض القلب، والسكري.

وتحتوي الحبوب الطبيعية غير المكررة على نخالة الغشاء الخارجي وبذور أجنة مقوية للصحة. وعندما تكرر الحبوب لصنع الدقيق والرز مثلا، تزال النخالة والبذرة وكل ما تحويه من المغذيات ومضادات السموم والكيميائيات النباتية المكافحة للأمراض.

وقد لخص العلماء الميزات الصحية العديدة لحلول الحبوب غير المكررة محل النشويات المكررة، التي تهيمن الآن على نظم الغذاء الغربية في مؤتمرات ودراسات اجريت حول منافع الأغذية التقليدية من دول البحر المتوسط.

وقد وضعت هيئة رئاسة الطب الاميركية هدفا لجعل كل الأميركيين يتناولون على الأقل ثلاثة مقادير يومية من الحبوب غير المكررة، ولكن الاستهلاك الاميركي حاليا لا يفوق ثلث المقدار. ويتناول 13 في المائة من الأميركيين فقط، مقدارا واحدا على الأقل من الحبوب في نظامهم الغذائي.

وتسمح وكالة الأغذية والعقاقير لمنتجي الأغذية أن يعلنوا عن المنافع الصحية لمنتجاتهم إذا احتوت على الأقل بنسبة 51 بالمائة من وزنها، على الحبوب غير المكررة وعلى أقل من 3 غرامات من الدهن لكل مقدار. وتشير جين برودي المحررة الصحية في «نيويورك تايمز»، الى ان الاعلان ينص على: «أن النظم الغذائية الغنية بالأطعمة المحتوية على الحبوب غير المكررة وغيرها من النباتات المتدنية الدهن والدهن المشبع والكولسترول، قد تساعد في خفض خطر امراض القلب وأنواع معينة من السرطان».

ولا تحتوي الحبوب غير المكررة على الكولسترول، وهي متدنية بالدهن وغزيرة بالألياف الغذائية والفيتامينات، ومصدر جيد للمعادن. ومع أن الحبوب غير المكررة تعتبر حزما مركزة من النشاء فهي تحتوي على ما بين 10 إلى 15 في المائة من البروتين. ولكن ما يجعلها مهمة في مكافحة الأمراض هو ما تحويه من الألياف غير القابلة للهضم والكيميائيات النباتية.

وتعتبر الحبوب المكررة على أنها نشاء صاف، أي سلاسل طويلة من جزيئات الغلوكوز أو سكر الدم. ومثل السكر يتم هضم معظم الأطعمة المصنوعة من الحبوب المكررة بسرعة وتمتص في المجرى الدموي مسببة ارتفاع مفاجئا في سكر الدم وبالتالي تجعل البنكرياس يطلق الأنسولين ليحرك الغلوكوز الفائض خارج الدم إلى داخل الخلايا لتخزين الطاقة. ويمكن للتدفق المفاجئ من الغلوكوز أن يسبب فائضا من الأنسولين الذي يسبب انخفاضا في سكر الدم بحيث يشعر الشخص بالجوع مرة أخرى في غضون ساعتين مما يشجعه على الأكل ما بين الوجبات، وكثيرا ما تكون وجبات خفيفة من السكريات والنشويات المكررة.

ولكن عندما يحتوي كل أو معظم الغذاء على حبوب غير مكررة يكون الهضم والامتصاص بطيئا نظرا للنخالة الليفية والبروتين والدهن في البذرة مما يزيد التخمة ويؤخر عودة الشعور بالجوع. والافراد الذين يأكلون قمحيات غير مكررة يكون وزنهم أقل من اولئك الذين لا يأكلون نفس المقدار. وعلى سبيل المثال بينت دراسة تمت على حوالي 3627 رجلا وامرأة على مدى سبع سنوات أن الذين يأكلون حبوبا غير مكررة أكثر من تسع مرات بالأسبوع، كانوا يزنون أقل من الذين أكلوا حبوبا غير مكررة حوالي مرتين بالأسبوع، ما بين 5 إلى 8 أرطال (الرطل اقل من نصف كيلوغرام ويعادل 453 غراما تقريبا)، ويكون اولئك الذين يأكلون حبوبا غير مكررة في حالة صحبة أفضل ويعيشون عمرا أطول.

وفي دراسة مستمرة على حوالي 34 ألف امرأة في ولاية أيوا، بين 55 و69 سنة، وجد الدكتور ديفيد جاكوبز في كلية الصحة العامة في جامعة مينيسوتا أن اللواتي تناولن مقدارا واحدا باليوم من الحبوب غير المكررة، على شكل خبز، تعرضن لمعدل وفاة أدنى نتيجة لشتى الأسباب مقارنة مع اللواتي لم يتناولن الحبوب غير المكررة.

وبينت بعض الدراسات مساهمة الحبوب غير المكررة في الصحة وطول العمر. وعلى سبيل المثال فان دراسة النساء في أيوا تبين أن تناول الحبوب غير المكررة يتناسب بشكل مباشر مع انخفاض خطر الإصابة بمرض القلب وهو القاتل الرئيسي للنساء والرجال في أميركا.