إجراءات رقابية على حمامات التشمس الصناعي بسبب مخاطر سرطان الجلد

السياحة وميول الرشاقة والجمال رفعت نسبة الإصابة إلى 7% سنويا

TT

بسبب الشكوك شبه الأكيدة حول احتمال تسبب التشمس الصناعي بالسولار (الحمامات الشمسية) بسرطان الجلد فقد استجدت الحاجة لوضع ضوابط معينة للعملية. وهكذا اتفقت دوائر الصحة الألمانية في الولايات مع شركات إنتاج أجهزة السولار والدائرة الاتحادية للحماية من الاشعاعات ومع استوديوهات السولار وجمعية الحماية من السرطان، على نظام معين للرقابة.

ويتضمن نظام الرقابة على السولار العديد من النقاط الهامة التي تتعلق بفرض الاختبارات الدورية على الأجهزة وتحديد «جرعات» السولار اللازمة. ودعت جمعية الحماية من السرطان هواة تحميص البشرة تحت السولار إلى ضرورة التأكد من أن الاستوديو الذي يستخدمونه مجاز طبيا من لجنة الرقابة قبل الرقاد تحت أشعة السولار. وهذا يعني أن لجنة الرقابة التي ستتمثل كافة جهات الاتفاق ستوزع تعليماتها على الاستوديوهات وستعمل على فحص الأجهزة ومن ثم إجازة الاستوديوهات التي تتفق مع المواصفات المطلوبة فقط.

وتأتي هذه الإجراءات في إطار الحملة المناهضة لسرطان الجلد في أوروبا، وفي ألمانيا على وجه الخصوص، ومع بدأ موسم الصيف السياحي حيث تشتد نزعة التعرض للشمس الطبيعية وغير الطبيعية. ويقدر الخبراء أن نزعة السياحة وميول الرشاقة والجمال السائدة في مجتمع اليوم ترفع نسبة الإصابة بسرطان الجلد تدريجيا وبمعدل 7% كل سنة. والمشكلة هي أن الألمان ما عادوا بطل ألمانيا، وربما بطل العالم في السياحة والاصطياف، وإنما أصبحوا بطل أوروبا أيضا من ناحية أعداد زوار استوديوهات السولار. وتشير إحصائية اتحاد استوديوهات السولار إلى 16 مليون ألماني يترددون على مراكز التشمس بالسولار. وتستخدم هذه الاستوديوهات نحو تسعين ألف جهاز للأشعة وتدر دخلا كبيرا يرتفع إلى ما بين 4 و5 مليارات يورو سنويا حسب إحصائية الاتحاد.

وتقول وزارة الصحة الألمانية ان كل زيارة إلى استوديوهات السولار ترفع مخاطر سرطان الجلد على الإنسان وأن هذه المخاطر تزداد باطراد حسب عمر المتشمس الصناعي ولون بشرته ومدى حساسيته ومقدار الجرعة… الخ.

وكان البروفيسور هيربرت هونغزمان قد حذر في مؤتمر أطباء الأمراض الجلدية الأوروبيين في برلين من مخاطر السولار. وقال هونغزمان ان السولار يؤدي إلى تقدم سن الخلايا الجلدية بسرعة وهذا ثابت، إلا أن العلم لا يفتقد إلى الكثير من الأدلة على مخاطر سرطان الجلد، وخصوصا الميلانوما، الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية. وأحال الباحث ظاهرة تصاعد سرطان الجلد على أساس تغير أسلوب الحياة والعادات والملابس وليس على أساس التغيرات في طبقة الاوزون.

وأشار هونغزمان إلى أن مخاطر سرطان الجلد تتصاعد مع ارتفاع عدد تعرض الأوروبيين إلى أشعة الشمس الحارقة في مناطق الاصطياف. وينطبق هذا أيضا على جرعات الاشعة فوق البنفسجية التي يتلقاها الإنسان من الأجهزة. ويكون الاوروبيون الشديدو البياض ، من بشرة أي الرقيقة ، اكثر عرضة من غيرهم لسرطان الجلد.

ودعا الباحث إلى تقدير جيد لجرعة السولار بالنسبة لكل شخص بالاتفاق مع طبيبه. وهذا يعتمد على العمر والسن ونوع البشرة ومدى تعرض الإنسان لأشعة الشمس الطبيعية. وقال هونغزمان أن الطب لا ينكر دور أشعة الشمس في زيادة تكوين فيتامين دي في الجسم لكن الحذر واجب. وأشار إلى أن بعض الدراسات كشفت بأن التعرض للسولار أيضا يزيد من تكوين فيتامين دي في جسم الإنسان.