نائب رئيس شركة بوينغ للعلاقات الدولية: أبحاثنا ستتحول إلى منتجات عملية

التقنيات المبتكرة تخفض التكاليف وتختصر عمليات التطوير وتحسن أداء طائراتنا ومعداتنا

TT

توم بيكرينغ، نائب رئيس شركة بوينغ للعلاقات الدولية، أحد القلائل من الخبراء في العالم بشؤون الطيران المدني والتجاري والعسكري وشؤون الاتصالات مع الدول والمؤسسات الأجنبية.

تسلم منصبه هذا مطلع عام 2001، بعدما خدم وكيلا في وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، متوجاً فترة خدمة طويلة في السلك الدبلوماسي متقلبا في مناصب رفيعة عدة.

«الشرق الأوسط» وجهت إليه، بمناسبة معرض دبي الجوي، الذي افتتح اول من أمس، بعض الأسئلة حول مستقبل الطيران وتقنياته المتطورة، فأجاب عليها بالحوار التالي:

* ما هو مستقبل تكنولوجيا الفضاء والطيران؟ وما هو دور بوينغ في تطويرها؟

ـ تعتقد بوينغ أن السنوات القليلة المقبلة، حافلة بفرص هائلة لتمكين الناس من الاتصال ولحمايتهم، ويعتبر العاملون في تكنولوجيا الفضاء والطيران في شركة بوينغ، من أكثر العاملين مهارة وتعليماً وحوافز في العالم.

ومن المشاريع الحافلة بالتحديات، التي تقوم الشركة بتطويرها حاليا: طائرات مدنية جديدة فائقة الكفاءة، طائرات مقاتلة من دون طيار، نظام عالمي جديد لإدارة الحركة الجوية، ونظام اتصالات عالمي يسمح للركاب المسافرين في أي طائرة بالاتصال بالبيانات التي يجري إرسالها عبر الموجة العريضة العالية.

وبصفتها وحدة بوينغ المتخصصة في الأبحاث والتطوير المتقدم، تعتبر شركة «بوينغ فانتوم ووركس» Boeing Phantom Works، محور الابتكار وتطوير الأفكار الجديدة على مستوى شركة بوينغ بأكملها. وتقوم هذه الشركة، بالتعاون مع شركات بوينغ الرئيسية وعدد من العملاء والموردين والجامعات وهيئات الأبحاث والتطوير الأخرى خارج نطاق الشركة، بتوفير قاعدة واسعة من التقنيات المبتكرة بتكاليف في متناول الجميع، ليس فقط لتطوير أنظمة وخدمات مستقبلية، لكن لتحسين وتطوير الأنظمة الحالية.

* ما هي المبتكرات التقنية التي ستصبح حقيقة ملموسة في المستقبل القريب؟

ـ تساعد شركة «بوينغ فانتوم ووركس»، بالتعاون مع شركات بوينغ الأخرى، في تحويل التقنيات المبتكرة إلى منتجات عملية، مما يخفف بشكل ملحوظ دورات التطوير والتكاليف، في الوقت الذي تتحسن فيه جودة وأداء وعائدات تلك الشركات.

فقد اكتشف فريق يعمل على تطوير أدوات للنماذج الثلاثية الأبعاد والمحاكاة والواقع الافتراضي، طريقة لتخفيض مدد تطوير تصاميم المنتجات الى النصف على سبيل المثال، مما يلغي الحاجة إلى إنتاج نماذج مكلفة ويوفر المزيد من الأنظمة القابلة للإنتاج والدعم من خلال ذلك.

وقد ارتادت فرق المعالجات التصنيعية، مجال التصنيع العالي السرعة والتجميع الاحتكاكي والتكسية الأوتوماتيكية بالألياف وضخ شرائح راتنجية محبوكة، لإنتاج هياكل أكبر مصنوعة من المعادن أو المواد المركبة، تتميز بأنها أقوى وأخف من الهياكل المتعددة المكونات، اضافة الى كونها أسرع وأرخص من حيث التصنيع والتجميع. ويقوم فريق أنظمة ملاحة جوية متطورة تابع لبوينغ من ناحيته، باستخدام تكنولوجيا ومعالجات الكومبيوتر التجاري في إنتاج أنظمة ملاحة جوية قابلة لإعادة الاستخدام خاصة بالطائرات الحربية، يكلف تطويرها وصيانتها وترقيتها أقل من نصف تكلفة الأنظمة الراهنة.

ويجري استخدام هذه التقنيات والعديد غيرها من التقنيات والمعالجات المبتكرة، بهدف توفير الوقت والتكاليف اللازمين لتطوير المنتجات الجديدة، مثل طائرات بوينغ 7E7، والصهريج الطائر 767، وصاروخ دلتا 4 لإطلاق الأقمار الصناعية، اضافة الى تحسين المنتجات الحالية أمثال الطائرة إف/ إيه ـ 18 إي/ إف سوبر هورنيت، والجيل المقبل من طائرات بوينغ 737، وسي 17 جلوب ماستر 3 للشحن العسكري الثقيل، ومكوك الفضاء، وطائرات الهليكوبتر «أباتشي لونجبو إيه اتش ـ 64 دي»، وطائرات أواكس للإنذار المبكر المحمول جواً.

كما يتم استخدام العديد من هذه التقنيات والمعالجات، في تطوير أنظمة متطورة أمثال الطائرة المقاتلة من دون طيار طراز إكس ـ 45 (يوكاف)، وطائرات كانارد ذات المحركات/ الأجنحة القابلة للإمالة، والطائرة إكس ـ 43 هايبر ـ إكس، وبرامج مبادرة الصواريخ الفضائية واعتراضها.

* ما هي رؤية بوينغ لمستقبل الطيران المدني خلال الأعوام الخمسة المقبلة؟ وما مدى مساهمتها هنا؟

ـ تواصل بوينغ لعب دور نشط بقطاع الطيران في الشرق الأوسط، وتتطلع إلى تحقيق المزيد من النجاح بالتعاون مع شركات الطيران في المنطقة، من خلال توفير منتجات وخدمات ذات تقنية متطورة تحتاجها تلك الشركات لمواجهة المطالب المتزايدة للركاب. ويحدث معظم النمو الحاصل في حركة النقل الجوي العالمية في مدن جديدة، حيث ان مراكز إقليمية أمثال دبي تواصل لعب دور مهم في السفر الجوي. ومن الواضح أن الناس يريدون الطيران من دون توقف إلى أماكن أكثر ومرات أكثر، ونحن نساعدهم على القيام بذلك. وليس من المستغرب أن تؤدي دورات تطوير المنتجات وغيرها من العوامل إلى تذبذب حصة الشركات من الأسواق. ونحن واثقون من استراتيجيتنا العالمية ومن مستقبل صناعة الطيران، وسوف نواصل العمل كشركة تتمتع بوضع صحي وديناميكي متميز. وتقوم أكثر من 600 شركة طيران في 145 دولة، باستخدام وتشغيل طائرات بوينغ، بينما تحمل طائرات بوينغ نحو 90 في المائة من الشحن الجوي العالمي.

نحن نتوقع تضاعف قوام الأسطول الجوي العالمي على مدى الأعوام العشرين المقبلة. وسوف يحتاج العملاء في ظل هذا النمو، إلى تعزيز أدائهم وإنتاجيتهم، وهو ما نساعدهم في تحقيقه. ويقل وزن كل طائرة بوينغ بالنسبة إلى المقد عن وزن أي طائرة منافسة أخرى، كما تنتج بوينغ أكثر الطائرات النفاثة اقتصادية باستهلاك الوقود بالعالم. وتسجل طائرات بوينغ باستمرار أقل معدلات التأخير في الإقلاع بسبب المشاكل الميكانيكية مقارنة مع منافساتها، كما اننا نواصل قيادة السوق من خلال توفير أعلى معدلات الجودة واحدث التقنيات وافضل القيم في الطائرات المدنية وخدماتها.

* كيف تنظر بوينغ إلى مستقبل تنافسها مع شركة إيرباص خلال الأعوام العشرة المقبلة؟

ـ تتفهم شركة بوينغ فرص النمو الهائلة في المنطقة، وهي ملتزمة بمواصلة تعزيز علاقاتها مع شركات الطيران الإقليمية، وتزويدها بالحلول التي تساعدها على النجاح. ونحن ملتزمون بعلاقاتنا القوية مع كبرى شركات الطيران الإقليمية التي تستخدم طائرتنا أمثال طيران الإمارات والخطوط الجوية السعودية وطيران الخليج ومصر للطيران والخطوط الجوية الكويتية والطيران القطري والملكية الأردنية وطيران الشرق الأوسط والطيران العماني واليمنية، ونحن نتطلع إلى مزيد من التعاون مع كل تلك الشركات وتعزيز عائلة عملائنا المتنامية للسنوات المقبلة.

وتعيد طلبية طيران الإمارات الأخيرة، التي تضمنت 26 طائرة طراز 777 ـ 300 إي آر، تضاف إلى 21 طائرة طراز 777 تستخدمها الشركة حاليا، تأكيد امتلاك بوينغ للمنتجات المناسبة للمنطقة.

وتلتزم بوينغ للمحافظة على هامشها التنافسي على منتجات جديدة ومبتكرة أمثال الطائرة 7E7 و777 ـ 300 إي آر والجيل المقبل من طائرات 737، كما تشارك العديد من كبرى شركات الطيران في الشرق الأوسط بشكل نشط في مرحلة تطوير الطائرة 7E7، على غرار ما فعلته هي وشركات طيران أخرى لدى تطوير الطائرة الرائدة بالأسواق بوينغ 777.