اختبارات ناجحة على «نظام الطوارئ الطبية الجوال» الفرنسي للإسعافات الصحية

خطوط اتصالات رقمية جوالة تؤمن بث بيانات المريض من سيارة الاسعاف نحو المركز الطبي

TT

أجرت مجموعة «فرانس تليكوم» France Télécom الفرنسية اختبارات لحلول فريدة من نوعها حول عمليات النقل المتواصل للمعلومات والبيانات الطبية الخاصة بالمرضى الذي يخضعون للاسعاف الفوري بالاستفادة من خدمة نقل المعلومات بشكل مستمر لشبكة الهاتف الجوال «جي بي آر إس» GPRS الخاصة بشركة «اورانج» Orange. ونفذت الشركة الاختبارات على مدى ثلاثة اشهر الصيف الماضي بالتعاون مع شركة «كارديو غاب» CardioGap وخدمة الإسعاف أو المساعدة الطبية الطارئة في مدينة أفينيون (SAMU 84). وتم في الزمن الفعلي إبلاغ مقر خدمة الإسعاف هذه بتطور حالة المريض المنقول وبظروف عملية النقل أثناء توجهه إلى مركز الإسعاف. وأصبحت عملية نقل بيانات المريض المنقول بسيارة الإسعاف إلى مركز الطوارئ، استراتيجية وحيوية، في الوقت الذي تشهد فيه خدمات الإسعاف حاليا تزايدا كبيرا في حجم الاتصالات التي تصل الى أكثر من 11 مليون اتصال، اضافة الى تنفيذ المهمات المطلوب تنفيذها، إلى جانب مشاكل حركة المرور، من تباطؤ وازدحام داخل المدن الكبيرة، التي تمثل في بعض الأحيان عقبة حقيقية بالنسبة للتوجه إلى مراكز العلاج.

* نظام طبي

* وتم تزويد سيارات الإسعاف اثناء الاختبارات، بنظام خدمة الطوارئ المحمولة الـMedical Mobile Emergency المتصل بكل من بشبكة GPRS لشركة «اورانج» ونظام «خط الاشتراك الرقمي اللامتناظر ADSL الآمن لشركة «اوليان» Oleane. وأصبح بالإمكان تأمين استقبال دائم للمعلومات المسجلة من قبل جهاز مبتكر مدمج في السيارة. ويسمح ذلك بمتابعة تطور حالة المريض خلال عملية نقله. كما يتيح نظام الإسعاف الطبي هذا خدمة الفريق الطبي في مقر الإسعاف SAMU من خلال معرفة ما يحدث في كل لحظة داخل سيارة الإسعاف.

وفور نقل المريض داخل سيارة الإسعاف، تتيح المجسات والأقطاب التي توضع على جسمه، متابعة وتسجيل البيانات الحيوية في إطار متابعة تطورها، حيث تسجل بيانات لمخططات القلب، ضغط الدم، معدل الأوكسجين، وما شابه. كذلك يوفر أيضا هذا النظام بيانات تفصيلية مسبقة خاصة بالمريض فضلا عن تحديد الحالة الاجتماعية، ظروف الحادث وظروف عملية النقل. وفي نفس الوقت يتم بشكل متزامن تسجيل بيانات أخرى وتسجيلها في ملف واحد خاص بكل مريض بجهاز الكومبيوتر مع نقل الملف في الزمن الفعلي إلى مقر الإسعاف، الأمر الذي يتيح متابعة تطور حالة المريض وظروف عملية نقله. وبالتالي يستطيع مقر الاسعاف في حالة الضرورة إبلاغ أقسام وخدمات أخرى في المستشفى. ويسمح هذا الملف، الذي يمثل سجل متابعة حقيقي في سيارة الإسعاف، للفرق الموجودة بتحديد مسبق للإجراءات الطبية والعلاجية المطلوبة فضلا عن ضمان تحرك سريع فور وصول سيارة الإسعاف.

وتجدر الإشارة إلى أن سرية المعلومات المتبادلة يتم ضمانها من خلال شبكة خاصة افتراضية VPN من شأنها ربط عدة شبكات عن طريق شبكة الإنترنت. وبالتالي فإن أجهزة الكومبيوتر التابعة لشبكة الـVPN هي الأجهزة الوحيدة التي يمكنها الدخول على تلك البيانات. هذا وتتم عملية نقل البيانات عبر جهاز كومبيوتر محمول بشاشة تعمل بنظام اللمس ومزود بموديم GPRS. وتقوم مجموعة «تليكوم فرانس» بتسهيل مهمات المتخصصين في مجال الصحة سواء بالنسبة لتبادل البيانات الإدارية والمالية مثل نقل التقارير الطبية عن بعد، أو بالنسبة لتبادل البيانات الطبية مثل صور أشعة المسح الضوئي والتبادل الحالي للبيانات الطبية الخاصة بالمرضى المنقولين في سيارات الإسعاف. وقال مدير الإسعاف ورئيس خدمة الإسعافات في مستشفى أفينون: «في حالة الطوارئ تكون لكل ثانية أهميتها. والتبادل المتواصل للمعلومات يمثل مرحلة حيوية للمريض. وبفضل هذا الحل المتقدم فإن فرق الإسعاف التابعة لنا تستفيد من جميع العناصر الضرورية للتعامل مع المريض بشكل أمثل فور وصوله إلى جانب إعطاء توجيهات عن بعد لرجال الطوارئ في سيارة الإسعاف. ونظام الطوارئ الطبية الجوال يمثل مرحلة جديدة في تشغيل خدمة الطوارئ وإدارة المستشفى بشكل عام». ومن المقرر أن يتم تعميم هذه التجربة مع تسويقها في بداية عام 2004.