تجربة جديدة لإنتاج أجنة بشرية من دون استنساخ بطريقة «التوالد العذري»

إنتاج خلايا بكميات كبيرة لاستخدامها في عمليات زرع الأنسجة لجراحات القلب أو لعلاج داء السكري

TT

واشنطن ـ رويترز: قال باحثون، كانوا الوحيدين الذين عرضوا علنا من قبل نتائج تجربة لاستنساخ جنين بشري، انهم كرروا التجربة بنجاح مع جنين حتى وصل عدد خلاياه الى 16 خلية، كما أنتجوا خلايا من بويضة بدون استنساخ.

وأوضح الباحثون بشركة تكنولوجيا الخلايا المتقدمة (أدفانسد سيل تكنولوجي) في وورسيستر بولاية ماساتشوستس، أنهم توصلوا بنجاح مرة أخرى، الى انتاج أجنة باستخدام ما يسمى «التوالد البكري» أو «العذري» وذلك باستخدام خلية بويضة بشرية فقط بدون حيوانات منوية وبدون استنساخ.

وتقول الشركة ان التجارب التي نشرت نتائجها في عدد يناير (كانون الثاني) من مجلة «وايرد» ليست طفرة علمية جديدة بل هي تطور طبيعي لجهودها من اجل انتاج خلايا منشأ (جذعية) جنينية بشرية لاستخدامها في العلاج الطبي. وقال روبرت لانزا المدير الطبي في المؤسسة في مقابلة عبر الهاتف «هذا ليس تقدما علميا». لكنه أضاف أن الباحثين كرروا تجارب أعلن عنها في أواخر 2001 استخدموا فيها تكنولوجيا الاستنساخ للوصول الى جنين بشري نما الى مرحلة ست خلايا. وتوصلوا الى مزيد من الاجنة المتطورة باستخدام خلية بويضة فيما يعرف بالتكاثر البكري أو العذري.

ويجري استنساخ النعاج والماشية والخنازير باستخدام خلية بويضة وخلية من حيوان اخر بالغ. لكن المعارضين يتساءلون عما اذا كانت عملية الاستنساخ المعروفة باسم النقل النووي قد نجحت مع البشر. وقال لانزا ان التجارب الجديدة التي بدأت في يونيو (حزيران) الماضي اثبتت نجاحها.

ويمكن لخلايا المنشأ الجنينية أن تصبح مصدرا لأي نوع من الخلايا او الانسجة في الجسم.

ويأمل العلماء ان تتاح تلك الخلايا بكميات كبيرة تسمح باستخدامها على نطاق واسع في عمليات زرع الانسجة في جراحات القلب او لعلاج داء السكري باستبدال خلايا البنكرياس الميتة.

ويثير المعارضون احتجاجات اخلاقية قائلين ان تكنولوجيا الاستنساخ التي تستخدم في التوصل الى خلايا منشأ جنينية تعمل على انتاج كائن بشري حي.

ويقول لانزا ان عمليات انتاج الاجنة ببويضات من دون حيوانات منوية او استنساخ ،أي التكاثر العذري، تتجاوز تلك التحفظات مشيرا الى انها لا تؤدي الى تطور جنين حقيقي في الثدييات.

وقال « زرعناها في رحم امرأة لا أعتقد انها ستتطور الى طفل». لكن الاجنة المتطورة عن هذه العملية يمكن ان تكون مصدرا لخلايا منشأ جنينية. ويمكن ان تتقبل اجسام المرضى الانسجة المستمدة من مثل تلك الخلايا بسهولة لانها تحتوي على حمض نووي لشخص واحد، على حد قول لانزا. في الوقت نفسه ستكون متاحة اكثر من الانسجة المستنسخة من خلايا المرضى والتي يمكن ان يستغرق اعدادها عدة أشهر.

وقال لانزا ان الامر يحتاج الى 40 رقعة أو خطا فقط من خلايا المنشأ المطورة من بويضة بأسلوب التكاثر العذري لتخليق انسجة تضاهي أنسجة 70 في المائة من الناس. وخلايا المنشأ الجنينية لا تموت ومن ثم فان الامر لن يحتاج الى كثير من البويضات البشرية لتخليق عشرات الرقع النسيجية.