دراسة علمية: 19% من أطفال العائلات المصرية يعانون قصر القامة

سوء التغذية المزمن وعوامل بيئية على مدى الأجيال تؤثر على نمو الأطفال مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي

TT

كشفت دراسة غذائية مصرية أن قصر القامة، في بعض العائلات المصرية ليس مرجعه العوامل الوراثية، بل يتدخل فيه بصفة أساسية سوء التغذية المزمن، الى جانب بعض العوامل البيئية التي تتعرض لها الأسرة خلال أجيال متعاقبة.

وتقول الدكتورة هدى عبد الفتاح مديرة معهد التغذية التابع لوزارة الصحة المصرية لـ«الشرق الأوسط» ان قصر القامة المعروف بين أطفال العالم معروف عنه ان 32% منه بسبب سوء التغذية المزمن، أما الدراسات المصرية فقد كشفت ان 19% من أطفال مصر يعانون من هذا القصر في القامة بسبب هذه السوء المزمن للتغذية، مشيرة الى أن قصر القامة في هذه الحالة غالبا ما يكون مصحوبا بمضاعفات أخرى لسوء التغذية المزمن أبرزها: تأخر في التحصيل الدراسي، وضعف المناعة، وقلة المجهود العضلي والذهني، وأمراض نقص المغذيات الدقيقة مثل الانيميا ونقص فيتامين "أيه" مؤكدة ان قصر القامة قد ينتج عنه كذلك مشاكل صحية أكثر خطورة مثل الاضطرابات النفسية والسمنة وما يصاحبها من أمراض مختلفة.

وتذكر الباحث المصرية أنه يمكن ملاحظة الاطفال منذ ولادتهم وخلال مراحل نموهم المختلفة مع عمل مقارنات لمعدلات النمو في الطول والوزن بالمعدلات الطبيعية حتى يمكن للأم حماية طفلها من قصر القامة بسبب سوء التغذية، مؤكدة ان استشارة الطبيب المختص من لوازم الوقاية لأن هناك معادلات يمكن للطبيب الاسترشاد بها, فمثلا ينمو الطفل حوالي 25 سنتيمترا في السنة الأولى وحوالي 12 الى 13 سنتيمترا في السنة الثانية، وينمو ما بين 4 و6 سنتيمترات حتى وقت البلوغ، أو تنمو البنات حوالي 9 سنتيمترات في السنة الأولى أو 25 سنتيمترا خلال سنوات البلوغ مشيرة الى أن هناك ما يسمى بمنحنيات النمو في المراكز الطبية المتخصصة والتي يجب على الأم اللجوء اليها اذا لاحظت أن نمو طفلها غير طبيعي، أو أن الحالة الغذائية للطفل دون المستوى لأي سبب.

وتوضح الدكتورة هدى عبدالفتاح أن نمو القامة يحتاج لعناصر غذائية يكمل بعضها بعضا، إذ لا بد من الطاقة المتوافرة في المواد النشوية في الحبوب المختلفة وأنواع الخبز والأرز وأنواع الزيوت والدهون مشيرة الى أن توفر مواد الطاقة في الوجبة الغذائية يجعل الجسم يمتص الفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل «إيه. هـاء. دي» والتي لها دور فعال في النمو محذرة من أن نقص مغذيات الطاقة يؤدي الى استهلاك البروتينات لاستخدامها في الحصول على الطاقة مما يؤثر بالطبع على معدلات النمو ويؤدي الى قصر القامة، مؤكدة انه الى جانب مواد الطاقة لا بد في البروتينات التي تعد المركب الأساسي في تكوين خلايا الجسم وتكوين العضلات واعضاء الجسم المختلفة وهي لها وظيفة هامة ـ أي البروتينات ـ وهي عمل هرمون النمو، كما ان نقص البروتينات يلازم نقصا في عناصر أخرى هامة لنمو القامة مثل الحديد والزنك والنحاس والكالسيوم، وهذه المعادن تمثل حاجة أساسية مع غيرها من العناصر المعدنية لأن نقص الكالسيوم مثلا يؤثر على نمو القامة ويسبب أمراضا أخرى كالكساح وهشاشة العظام وغيرها.

كما ان نقص الزنك يؤثر على نمو القامة لأنه يلعب دورا هاما في نمو وانقسام كل خلية من خلايا الجسم وان اليود هام لتكوين هرمونات الغدة الدرقية اللازمة لعمليات النمو وان المغنسيوم هام للغاية في عملية النمو لأنه يساهم في تصنيع البروتينات والاحماض الأمينية اللازمة للجسم في الأغذية التي يتناولها الانسان وخصوصا الاطفال.

وتبرز الباحثة أهمية الفيتامينات في نمو الاطفال وحمايتهم من قصر القامة لأن نقص فيتامين «ايه» مثلا يؤدي الى نقص المناعة وزيادة التعرض للأمراض وهي بالتالي تؤثر في نمو القامة وكذلك فيتامين «دي» هام للغاية في نمو العظام، لأنه يزيد من امتصاص الكالسيوم، وتجدر الاشارة هنا ان تعريض الجسم لأشعة الشمس يعمل على تكوين هذا الفيتامين الى جانب وجوده في الزبد وزيت السمك والأسماك الدهنية، مؤكدة ان معهد التغذية في مصر يقدم استشارات غذائية لمثل هذه الحالات ولديه جداول غذائية خاصة بكل أفراد الاسرة لوقايتهم من كل الأمراض الغذائية.