تصاميم مطورة لصحون طائرة غير مأهولة

البحرية الأميركية تدعم تصاميم روسية متقدمة لطائرات القرن الحادي والعشرين

TT

في وقت ما من عام 2007، قد يرى سكان منطقة باتوكستنت ريفر في ولاية ميريلاند الاميركية صحنا طائرا روسي المنشأ، يحلق فوق رؤوسهم. الا ان الصحن ـ الطائرة لن يكون عدوا بل صديقا تم تطوير تصاميمه بمساعدة من جانب البحرية الأميركية لفترة تزيد على عقدين من الزمن، ظل مهندسون في مشروع فضائي سوفياتي سابق، يعملون بدأب من أجل صنع طائرة من دون طيار تشبه بالكامل جسما طائرا من فيلم (الخطة 9 من الفضاء الخارجي). ولكن المصاعب المالية عرقلت التقدم على طريق صنع السفينة الفضائية غير المأهولة، الشبيهة بقطعة الخبز الرقيق المدور، ذات الجناحين العريضين، الخالية من عجلات، والتي تحمل اسم «إيكيب» Ekip وهو مختصر الحروف الاولى لعبارة الايكولوجيا (علم البيئة والتقدم).

* صحن طائر

* غير أن المشروع قد يشهد عودة سريعة، فبعد رسالة من أحد أعضاء الكونغرس الأميركي، توفر لمصممي «إيكيب» في مصنع ساراتوف للملاحة الجوية في روسيا، شريك جديد هو قيادة النظم الجوية في البحرية الأميركية، التي وافقت على المشاركة في صنع الطائرة الاستثنائية غير المأهولة خلال السنوات القليلة المقبلة. ومن المنتظر أن تجري عمليات طيران اختبارية في موعد لم يحدد بشكل نهائي بعد، في عام 2007 في ويبستر فيلد بالقرب من باتوكسنت ريفر.

وسيزن النموذج الأولي 500 رطل (227 كلغم) فقط، وهو مجرد ذرة بالمقارنة مع الطائرة التي يبلغ وزنها 12 طنا، والتي يزعم مصنع ساراتوف أنه أجرى اختبارات طيران ناجحة عليها في أوائل تسعينات القرن الماضي.

وقال جون فيشر، مدير البحث والعلوم الهندسية في قيادة النظم الجوية في البحرية الأميركية «لكن اذا استطعنا أن نجعلها تعمل فان ذلك سيؤدي الى مفاهيم جذرية جديدة في تصميم الطائرات». وغالبا ما يكون من الصعب دفع الأشياء الغريبة الشكل نحو التحليق في الهواء، ذلك أن تدفق الهواء حولها يصبح مبعثرا.

ومن المؤكد ان «إيكيب» تتسم بغرابتها. ولكن فيشر يدعي ان مصممي «إيكيب» قد وجدوا سبيلا لخلق فراغ حول سطح الطائرة غير المأهولة مما يجعل الهواء يتدفق حولها بحرية. وبتلك الطريقة يبدو أن مصممي «إيكيب» يأخذون صفحة من كتاب تصاميم رائد الملاحة الجوية الروماني هنري كوندا، المعروف بكونه مبتكر الطائرة النفاثة. ولاحظ كوندا في ثلاثينات القرن الماضي ان تدفق الهواء سيتبع مسارا منحنيا بدلا من أن يستمر في خط مستقيم. وقد أدى «استنتاج كوندا» هذا بالمهندسين الى زيادة قوة الرفع، بالاتجاه العمودي، لمعظم الطائرات المنحنية على نحو طفيف.

ولكن ذلك ألهم عددا أكبر من المهندسين في محاولة صنع طائرة منحنية بالكامل. وفي أربعينات القرن الماضي طورت البحرية الأميركية طائرة حملت اسم «فلاينغ فلابجاك»، وهي طائرة مقاتلة مروحية يمكنها أن تقلع وتهبط مثل طائرة هليكوبتر. وجرى اختبار «فلابجاك» قرب المنطقة 51، وهي قاعدة عسكرية سرية كانت هاجس ملاحقي الملفات السرية خلال عقود.

وقال فيل سكوت، مؤلف «الأشياء الخطأ: محاولات في الطيران قبل (وبعد) الشقيقين رايت»، «ان هذا هو ما خلق الاعتقاد لدى كثير من الناس بوجود الصحون الطائرة، فكل من تناول المخدرات سيعتقد ان تلك الطائرة صحن طائر». وأضاف ان طائرة «فلابجاك» كانت تطير على نحو جيد. ولكن بحلول الوقت الذي اكتملت فيه، كان الجيش قد انتقل الى الطائرات النفاثة.