طحالب استوائية جديدة تغزو مياه المتوسط

TT

باريس ـ أ.ف.ب: يغزو نوع جديد من الطحالب الاستوائية مياه 11 من اصل 18 دولة في حوض البحر المتوسط، حيث تنتشر هذه الطحالب الخضراء بصورة متسارعة على امتداد اكثر من 500 كيلومتر من الشواطئ الى جانب نوع اخر مماثل يعجز العلماء عن استئصاله منذ سنوات.

ويقول البروفسور الكسندر مينيز، مدير مختبر البيئة البحرية على السواحل في جامعة نيس ـ صوفيا انتيبوليس، جنوب فرنسا، ان الطحالب الجديدة المسماة «كوليربا رسيموسا» رصدت لاول مرة عام 1990 على الساحل الليبي.

ويضيف في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية ان هذه الطحالب باتت الان تنتشر على امتداد 500 كيلومتر من شواطئ 11 دولة، والشواطئ الوحيدة التي لم تتعرض لغزوها هي شواطئ المغرب والجزائر والاراضي الفلسطينية واسرائيل ولبنان وصربيا وسلوفينيا.

ورصدت الطحالب الجديدة في فرنسا في نحو عشرين موقعا بين مرسيليا ومنتون في الجنوب الشرقي، وفي كورسيكا في الجنوب، وقبالة باستيا وفي حديقة بوش دو بونيفاسيو البحرية الدولية.

والتقت هذه الطحالب في عرض البحر بالقرب من نيس بطحالب «كوليربا تاكسيفوليا» الاستوائية ايضا، والتي يعتبرها الاتحاد العالمي للطبيعة بين الانواع المائة الاكثر ضررا على مستوى العالم.

والطحالب بنوعيها جاءت اصلا من جنوب استراليا. واذا كانت الطحالب الجديدة اصغر حجما فانها تنتشر بسرعة اكبر بفضل نظام تكاثر غير متوفر لدى الاخرى.

و«كوليربا تاكسيفوليا» التي تم رصدها لاول مرة على مساحة متر مربع واحد بالقرب من متحف موناكو البحري عام 1984 باتت بنهاية 2003 تنتشر على مساحة 17 الف هكتار وعلى امتداد 300 كيلومتر امام شواطئ ست دول.

وفي فرنسا وموناكو تنتشر هذه الطحالب على امتداد 120 من اصل 200 كيلومتر من الشاطئ الممتد بين منتون وتولون، على مساحة 7100 هكتار.

وتنتشر الطحالب الضارة على اكثر من 9400 هكتار في ايطاليا على امتداد اكثر من مائة كيلومتر قبالة الشواطئ الشمالية الغربية وفي الجنوب وشمال شرق سردينيا.

وتغزو هذه الطحالب في اسبانيا جزيرة مايوركا على مساحة 60 هكتارا وبامتداد نحو عشرة كيلومترات بمحاذاة الشاطئ.

وتنتشر هذه الطحالب القاتلة ايضا على اكثر من 40 هكتارا على امتداد عشرة كيلومترات امام الشواطئ الكرواتية وعلى مساحة 400 هكتار وعشرات الكيلومترات في تونس عند شاطىء الوطن القبلي في الشمال وسوسة والمونا ستير في الوسط.

وتحتوي «كوليربا تاكسيفوليا» على سموم تنفر منها الاسماك. وتتسبب في حجب الضوء عن تجاويف الصخور التي تعيش فيها الاسماك وفي قتل الطحالب التي تتغذى عليها الكائنات البحرية. كما تتسبب في قتل الاسماك التي تعيش قريبا من الشاطئ مثل السلطان ابراهيم.

ولا يعرف سبب وصول هذه الطحالب الى المتوسط فبعض الفرضيات تقول ان اشخاصا نقلوها من استراليا في ستينات القرن الماضي واعطوها الى اكواريوم شتوتغارت جنوب غربي المانيا ومنه الى حوض نانسي ومن ثم الى متحف موناكو البحري.

وربما انتقلت الى البحر بصورة عرضية خلال عملية تنظيف على سبيل المثال.

ويعتبر انتقال انواع نباتية وحيوانية غير ضارة في الاساس من محيط الى اخر بصورة عرضية او متعمدة احد الاسباب الرئيسية في القضاء على التنوع الحيوي الذي يضمن تنوع الانواع التي تعيش في بيئة معينة، وقد يخلف مثل هذا الغزو تبعات اقتصادية مدمرة.