أول وفاة من انفلونزا الطيور في تايلند والقلق يجتاح آسيا

التركيب الجيني لفيروس المرض يختلف بين بلد وآخر كذلك بالنسبة إلى درجة خطورته

TT

بانكوك ـ رويترز: اعلن مسؤول كبير في وزارة الصحة التايلندية أمس وفاة احد الطفلين اللذين يشتبه في اصابتهما بفيروس انفلونزا الطيور.

وقال شارال ترينوثيبونج المدير العام لادارة مكافحة الامراض لرويترز «توفي الليلة الماضية عند منتصف الليل تقريبا بسبب انفلونزا الطيور».

والطفل الذي يبلغ عمره ست سنوات هو من اقليم كانشانبوري وهو واحد من ثلاث مناطق بوسط تايلند اكدت السلطات ظهور مرض انفلونزا الطيور بها. وما زال الطفل الاخر وهو في السابعة من عمره يرقد في حالة حرجة في احد مستشفيات بانكوك كما تجري اختبارات لاثنين اخرين لمعرفة ما اذا كانا قد اصيبا بالمرض.

وتوفي ستة اشخاص في فيتنام واكدت اندونيسيا امس الاول من المرض الذي ظهر ايضا في تايوان واليابان وكوريا الجنوبية وكمبوديا.

وتعرض الاسلوب الذي تتخلص به تايلند من ملايين الدجاج المصاب بانفلونزا الطيور بوضعها في اكياس بلاستيكية ودفنها حية لانتقادات من جانب جماعات مدافعة عن حقوق الحيوان.

ومع تفشي المرض زودت الحكومة التايلندية مئات من جنودها وسجنائها بقفازات مطاطية برتقالية اللون واقنعة بلاستيكية واحذية مطاطية ليقوموا بمهمة اعدام الدواجن المريضة.

وفي احدى المزارع التي بها نحو 50 الف دجاجة في اقليم بوسط تايلند كان المجندون للقيام بهذه المهمة يضعون كل خمس دجاجات في كيس من البلاستيك ثم تجيء الجرافات لتحملها وتلقي بها في حفر يهال عليها التراب.

وقال نشطون مدافعون عن حقوق الحيوان ان الناس روعتهم مشاهد اعدام الدجاج التي ظهرت على شاشات التلفزيون بهذا الشكل في تايلند وهي دولة يعيش فيها بوذيون بعضهم يتمسك بعقيدته بشدة والتي لا تسمح حتى بقتل بعوضة.

وفي باكستان قال مسؤول بوزارة الزراعة أمس ان باكستان اكتشفت حالات اصابة بفيروس الطيور بين الدواجن في مدينة كراتشي الجنوبية الا انه ليس هناك دليل بعد على ان يكون الفيروس قد انتقل الى بشر.

وصرح مسؤولون في صناعة الدواجن بباكستان بأن انفلونزا الطيور ادت الى موت مليونين من الدواجن الا ان سلالة الفيروس المكتشفة هي اقل خطورة على الانسان من سلالات اخرى ظهرت في اماكن اخرى من اسيا.

وقال سليم خان المدير الاقليمي لقطاع الدواجن بوزارة الزراعة لرويترز «نعم اكتشفنا حالات اصابة بالفيروس بين الدواجن في مزارع الدواجن بكراتشي. الا انه ليست هناك أدلة بعد على ظهور الفيروس بين البشر».

وقال معروف صديقي وهو اكبر مسؤول في كراتشي من رابطة مزارع الدواجن الباكستانية ان المرض رصد لاول مرة في نوفمبر الماضي.

واستطرد قائلا «لكن المشكلة تضخمت في ديسمبر حين اصاب المرض 3.5 مليون دجاجة على الاقل في كراتشي» وصرح بان مليوني دجاجة نفقت بالفعل.

ولم يتضح على الفور لماذا انتظرت باكستان كل هذا الوقت لتعلن ظهور المرض.

وقال صديقي ان سلالة الفيروس المكتشفة في كراتشي وهي اتش.7 واتش.9 هي اقل خطورة على البشر من السلالة اتش.5 ان.1 المكتشفة في جنوب شرقي اسيا لكن تأثير المرض على صناعة الدواجن الباكستانية كان مدمرا.

واضاف قوله «من الواضح ان انتشار المرض كان غير معتاد.. ما كسبناه خلال 15 عاما خسرناه في 15 يوما».

لكنه صرح بان الموقف الان اصبح تحت السيطرة قائلا «لا نتلقى الان شكاوى عن اصابة المزيد من الدواجن».

وقالت كوريا الجنوبية أمس ان الاختبارات التي أجرتها المراكز الأميركية للسيطرة والوقاية من الامراض كشفت ان فيروس انفلونزا الطيور الذي ظهر في كوريا الجنوبية يختلف من الناحية الجينية عن الفيروس الذي ظهر في فيتنام وأسفر عن وفاة ستة.

ويدمر الفيروس قطاع الدواجن في الوقت الذي حظرت فيه دول من شتى انحاء العالم صادرات الدواجن من تايلند أكبر مصدر للدواجن في اسيا.

وقال بيان صادر عن مركز السيطرة والوقاية من الامراض المملوك للدولة في كوريا الجنوبية «أوضحت نتائج أولية لاختبارات أجرتها مراكز أميركية للسيطرة والوقاية من الامراض ان فيروس انفلونزا الطيور في كوريا الجنوبية يختلف من الناحية الجينية عن الذي ظهر في فيتنام ومن ثم فمن المعتقد ان أسباب ظهور حالات الاصابة بالمرض مختلفة».

وأعلنت كوريا الجنوبية لاول مرة ظهور الفيروس بين الدجاج والبط في العاشر من ديسمبر الحالي الا انها لم تعلن ظهور اي حالات اصابة بالمرض بين البشر.

وأجرى مئات الكوريين الجنوبيين الذين يقيمون في المناطق المتأثرة بالمرض تحليلات دم وقائية بالرغم من انه لم تظهر عليهم اعراض المرض.

وقال مسؤول بوزارة الزراعة الكورية الجنوبية امس ان البلاد اعدمت نحو 2.5 مليون من الدواجن في البلاد بعد انتشار الفيروس في 16 مزرعة دواجن.

وأضاف ان السلطات تجري اختبارات على حالة اصابة جديدة فيما يبدو بالفيروس في مزرعة دواجن بوسط كوريا وان النتيجة ستعرف اليوم.