تجربة ألمانية لتقليل غاز ثاني أوكسيد الكربون في مياه البحار باستخدام الطحالب

البحر يعوض نقص الغاز في مياهه من خلال استخدام كمياته الموجودة في الجو ويساهم في معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري

TT

بدأت بعثة علمية المانية امس الاول تجربة في جنوب المحيط الاطلسي لتنقية اعماق البحار من غاز ثاني اوكسيد الكربون باستخدام الطحالب البحرية التي تستهلك هذا الغاز. وستتولى الباخرة العلمية «بولار شتيرن» في البداية نشر الاسمدة التي تحتوي على الحديد في مناطق شاسعة تمتد جنوب وغرب مدينة الكاب في جنوب افريقيا كي تسرع نمو وتكاثر الطحالب المذكورة عليها. وحسب مصادر معهد الفريد ـ فيجنر للابحاث القطبية والبحرية في بريمرهافن (شمال)، وهو المعهد الذي يجري التجربة، تشمل العملية زراعة الطحالب على مساحة 150 الى 200 كم مربع من اعماق المحيط بعد تسميدها بمحلول سلفات الحديد.

وسبق لعلماء معهد الفريد ـ فيجنر عام 2000 ان سمدوا بعض مناطق جنوب الاطلسي بمحلول سلفات الحديد بهدف تنمية العوالق. وثبت من خلال التجربة ان تقليص تركيز غاز ثاني اوكسيد الكربون في المياه يجري تعويضه من خلال كمياته الموجودة في الجو. وهذا يعني في نهاية المطاف تقليل نسبة غاز ثاني اوكسيد الكربون في طبقة الهواء القريبة من سطح الارض. ويود العلماء التأكد هذه المرة من فاعلية الطحالب في خفض نسبة غاز ثاني اوكسيد الكربون في البحر. اذ من المحتمل ان تتغذى الاحياء البحرية على هذه الطحالب وان يؤدي ذلك الى زيادة تركيز الاحياء النباتية والحيوانية في المنطقة من دون ان يؤثر كثيرا في تركيز ثاني اوكسيد الكربون. ويعتقد العلماء ان الطحالب التي تتغذى على ثاني اوكسيد الكربون ستغطس الى القاع وتموت على الصخور بعدما تكون قد انهت مهمتها واعتاشت على الغاز طويلا. وتترك الطحالب بهذا المجال امام جيل جديد منها يقوم بدوره بالتغذي على الغاز ثم الموت في القاع، وهكذا دواليك.

وينوي العلماء هذه المرة، وعددهم 49 على متن الباخرة، البقاء فترة 10 اسابيع على متن «بولار شتيرن» بهدف متابعة كيفية نمو وتطور الطحالب وما اذا كانت ستهبط الى الاعماق بعد انتهاء مهمتها أم لا. وذكر الباحث فكتور سميتاتشيك ان التجربة ستجرى في منطقة من المحيط تشهد نوعا من دوامة بدرجة 50، وقد تم تشخيص هذه المنطقة بواسطة القمر الصناعي وتمتد في منطقة عرضها 100 كم. وسيقوم العلماء بمراقبة نمو الطحالب والحياة المائية حولها بواسطة جهاز ليزري مركب على طائرة هليكوبتر.