يبدو ان عملية تثقيف الروبوت العملاق «سترايكر» قد بدأت في مختبر تابع لشركة جنرال دايناميكس في ولاية ماريلاند الاميركية قبل فترة من الزمن. فهذا الروبوت هو عبارة عن شاحنة ثقيلة زنة 18 طنا باتت تشكل الآن احدث المركبات العسكرية التابعة للجيش الأميركي المجهزة بأداة مسح الكترونية متطورة توازي في قدرتها زوجين من العيون المركبة التي تعمل عن طريق بث 400 الف شعاع من الليزر والرادار، وبالتالي التقاط نحو 120 صورة في الثانية الواحدة. أما العقل المدبر لكل ذلك فهو جهاز كومبيوتر زنة 18 كيلوغراما لمعالجة كل هذه المعطيات والمعلومات وبالتالي اتخاذ القرارات الصائبة بشكل فوري.
الشاحنة «سترايكر» هذه ذات العجلات الثماني تعمل الآن في العراق كناقلة جنود مصفحة بغية تلقينها كيفية العمل بمفردها كروبوت من دون تدخل بشري تمهيدا لعام 2010 الذي سيشهد قيام مثل هذه المركبات والمركبات الشبيهة بها بالخدمات الميدانية المتعددة الاغراض، كالكشف عن ساحات القتال والبحث عن الالغام الارضية وتفجيرها ونقل الجنود وتأمين الحماية الازمة لهم.
ان الغرض من هذه المركبة التي ستعمل مستقبلا من دون سائق يديرها هو تحريك المزيد من الآليات الى ساحات المعارك حفاظا على الارواح والممتلكات والاموال لكي تتحول قبل نهاية القرن هذا الى ساحات خالية من البشر كما يقول روبرت فنكلشتاين أستاذ الادارة والتقنيات في جامعة ماريلاند.
* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»