دراسة علمية: تعليم الإنجليزية يرتبط بفهم وظائف المخ والأعصاب

كريمة الأنصاري الاختصاصية بعلم النفس التربوي: يجب الاهتمام بعاطفة التلميذ وإعطائه المعلومة في جو مرح

TT

اثبتت ورقة عمل قدمت خلال المؤتمر التاسع لتعليم اللغة الانجليزية للكبار، الذي نظمته حديثا الجامعة الأميركية بالقاهرة، ان هناك ارتباطا بين علم المخ والاعصاب، وطرق تدريس اللغة، وان تدريس اللغة الانجليزية ـ على سبيل المثال ـ اصبح يخضع لما يسمى بعلم الاعصاب اللغوي الموجه للغة.

وأوضحت الورقة التي قدمتها الدكتورة كريمة الانصاري استاذ علم النفس التربوي بالجامعة ان الاداة التي يتعامل معها المعلمون والذين يمتهنون التدريس هي المخ الانساني، فالمدرس داخل الفصل الدراسي امام مجموعة من العقول التي بداخلها مراكز خاصة للغة تنتقل اليها المعلومة من خلال موجة من العاطفة والمشاعر التي اهملناها في عملية التدريس بشكل عام واللغة الانجليزية بشكل خاص.

مشيرة الى انه يوجد جزء مهم موجود قبل القشرة المخية مباشرة هو المسؤول عن السيطرة على العواطف ومشاعر الانسان وتنظيم دقات قلبه، كما ان هذا الجزء لو تعرض لأي نوع من التوتر او أي نوع من الخوف او القلق اثناء تلقيه المعلومة يحدث نوع من الخلل في ايصال هذه المعلومة الى المراكز الخاصة للغة داخل المخ البشري، فهذا الجزء مسؤول عن العواطف وتنظيم المعلومات قبل دخولها القشرة المخية، لذا يجب على القائمين على التدريس الاهتمام بعاطفة التلميذ مثلما يهتم بعقله واعطائه المعلومة، اذ لا بد من توافر نوع من الجو المرح والاسترخاء.

وأوضحت الدراسة ان منهج التعليم الاصيل يرتبط بالهيبة الشخصية للتلميذ أي بخلق جو يضاهي ويربط التلميذ بالعالم الذي يعيش فيه، حتى تتكون لديه الدافعة التي تحضه على التحصيل وتدفع المعلم الى تقديم شيء له معنى عند الطالب في داخله وعند الطالب في علاقته بالبيئة التي يعيش فيها.

ودللت د. الانصاري على نتائج دراستها بتعريفها للذكاء بأنه عبارة عن مجموعة علاقات تتفاعل داخل العقل البشري وتتزايد بين الخلايا المخية او العصبية، مشيرة الى انه قد اجريت تجارب على مجموعة من الفئران المتعايشة مع فصائل أخرى ولوحظ انها في نشاط متزايد، وبدراسة حالة الخلايا العصبية لدى هذه الفئران تبين انها تخلق علاقات متزايدة داخل المخ، في حين عندما تم عزل بعض منها لمدة من الوقت تبين ان الخلايا العصبية تذيل وتموت، وهو ما يؤكد ان النشاط داخل الفصل التعليمي مرتبط بتنمية الخلايا العصبية داخل المخ، وهذا لن يتأتى الا بمخاطبة الجانب العاطفي للتلميذ لتحقيق هذا الذكاء، لذلك ترى انه كلما استطاع المدرس ان يبتكر شيئا يخص التلميذ ويلمس من خلاله مشاعره الداخلية ويلمس الواقع الذي يعيشه كلما نجح في تحقيق العملية التعليمية وليس اعطاء المعلومة فقط، وبذلك يكون قد غير من سلوك التلميذ، وهذا ينسحب على الابداع الذي هو التغير الذي يحدث للانسان، فالمدرس الذي يحقق هذه المقاييس تنمية للذكاء والعناية بالعواطف فهو يهيىء المجال للابداع في العملية التعليمية.

واوردت الورقة عدة طرق لخفض مستوى التوتر والخوف لدى التلميذ من خلال استعمال النكات واللعب والمحاورات البينية بحيث تكون كلها في صميم العملية التعليمية، بالاضافة لاستخدام الموسيقى لتقليل وقت التعلم لأن المخ البشري لا يستطيع ان يتعلم طوال الوقت حيث ان اقصى درجة تركيز لدى أي انسان لاتتعدى الخمس ثوان فقط، فعندما لا يستطيع المعلم اعطاء وقت للراحة بهذه الوسائل فهو بذلك يكون بعيدا عن المسار الصحيح للتعليم.

وأوضحت الأنصاري ان دراسة المخ بينت ان الخلية الخاصة بحمل المعلومة لمراكز اللغة حجمها لا يتعدى حجم اللوزة وان المركز المختص بالكلام والنحو يسمى «بروك»، وان المركز المختص بفهم الكلمات هو مركز «وانرك» حيث تتفاعل هذه المراكز لخلق نوع من العلاقات اللغوية داخل المخ الانساني، خاصة اذا علمنا ان المخ الانساني ينقسم الى شقين الأيمن الخاص بالمسافات والاشكال والعواطف والالهام، اما الايسر فهو الخاص بالنحو واللغة والتحليل وحل المشكلات، فكلما احدث المعلم نوعا من التقارب بين الشقين من خلال معرفة تشغيل المخ وطريقة التفكير اعطى نوعا من التعليم المتكامل المتسم بالابداع، لأن الابداع يبدأ بأشياء هلامية او مجرد شعور عام ليس له وجود حسي وينتقل الى التربة التي تأخذ شكلا، فالمحتوى او الالهام يأتي من النصف الأيمن للمخ، وهذا الالهام يصبح له شكل او معنى عندما يذهب للنصف الأيسر للمخ، ومما يساعد على هذا الابداع ويزيد درجات الذكاء الى 9 درجات الموسيقى المؤثرة على الجانب الأيمن.

واستدلت الأنصاري بالتجربة اليابانية في تشريحها للمخ بأنه يحتوي على 78 في المائة من المياه و8 في المائة بروتين وان المخ يستهلك 20 في المائة من طاقة الانسان، فاذا تعرضت حواس الانسان لما هو حسن صفت هذه المياه، وبالتالي بما داخله الذكاء المطلوب واذا حدث العكس ذبل هذا النمو، وبالتالي عجز المدرس في عملية التغيير المرادة للتلميذ، وهو ما يوضح اهمية الجانب العاطفي في العملية التعليمية.

وأوصت الأنصاري في ختام ورقتها بقيام مدرسي اللغة الانجليزية بوضع تمرينات على المفردات لتنمية الابداع لدى التلميذ الذي يتعلم اللغة من خلال الكلمة وعلاقاتها وإيحاءاتها ودلالاتها، فهذا ينمي الخلايا داخل المخ، وايضا عمل تمرينات على واقع الدراما باستعمال التمثيل والالعاب التي تتطلب حل المشكلة او تقديم حكاية ووضع أكثر من عنوان لها وذلك لتنمية الانسياب في ذهن التلميذ وهو ما يصل بذهن التلميذ لقمة الابداع داخل الفصل الدراسي وخارجه.

=