العلماء الأميركيون غير راضين عن حظر التجارب النووية والاكتفاء بمحاكاة تفجيراتها بالعمليات الكومبيوترية لا يجدي

TT

في لوس آلاموس في نيومكسيكو، هزت الصحراء قبل 40 سنة، تفجيرات القنابل النووية داخل الأراضي القاحلة في موقع التجارب في صحراء نيفادا. وقد أشرف على ذلك، حراس مخزون الدولة النووي، الذين اختبروا أسلحة جديدة وأخرى قديمة، للتأكد من صلاحيتها قبل أن يتوقفوا بفعل سريان مفعول اتفاق حظر التجارب النووية في عام 1963. لكن منذ عام 1992، عندما أعلنت الولايات المتحدة توقيفاً لكل التجارب النووية، أصبحت الصحراء هادئة. ومنذ ذلك الوقت، أخذت أميركا بتقييم آلاف الرؤوس الحربية في مخزنها في برنامج يسمى «عناية المخزون العلمية باستخدام تمثيل تظاهري (عمليات المحاكاة) بالكومبيوتر»، وهو فحص مكونات القنابل وفعاليتها كومبيوترياً لتقييم حالتها من دون تفجيرها فعليا.

وكان رؤساء البرنامج واثقين أن المخزون آمن ومحمي، وأنه يمكن لبرنامج العناية العلمية ان يصون الأسلحة، لكن، وعلى الرغم من ذلك، فبعض رؤساء عصر تصميم الأسلحة النووية يعبرون عن مخاوفهم حول قدرة هذا البرنامج على القيام بمهامه.

ويتمادى بعض خبراء الأسلحة أكثر فيقولون إن مبدأ تقييم المخزون من دون القيام بتجارب نووية فعلية باطل جوهريا، ويقولون إنه من دون تفجير عينة من الأسلحة لا يمكنهم الوصول إلى نتائج قطعية حول أهلية تصميم سلاح معين.

وتقول الدكتورة ميري وود، وهي مصممة رئيسية للأسلحة النووية في مختبر لوس آلاموس الوطني: «إن برنامج عناية من دون تجارب فعلية هو بمثابة طقوس وليس علما»، وتقول أيضا إنه بتقدم سن الأسلحة يصبح من المستحيل القول بكل تأكيد ان المخزون صالح أم باطل، وتقول أيضاً: «لا يمكنني أن اصدر مدة صلاحية لأهلية الأسلحة، إذ يمكن أن يتعطل السلاح في أي لحظة».

وذكر الدكتور تشارلز نخلة، وهو مصمم أسلحة في لوس آلاموس من أصل عربي، قبل سنوات، ان الشك بأهلية برنامج العناية منتشرة بين مصممي الأسلحة، ويقول: «لدى معظمنا أسئلة يمكن إجابتها بشكل مؤكد وقطعي بالتجارب النووية، لكن تتعذر الاجابة عنها من دون هذه التجارب».

وقد أخذت هذه الأصوات تتعالى من جديد الآن، في الوقت الذي أثيرت فيه حاليا ضجة كبيرة حول السياسات النووية لبعض البلدان، مثل العراق أيام عهد صدام السابق، وكوريا الشمالية وليبيا وباكستان الآن، التي اتهمت بنشر تقنياتها النووية إلى بلدان أخرى.

ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه حتى بعض الولايات الأميركية، ومنها ولاية نيومكسيكو بالذات، التي شهدت ولادة أول قنبلة نووية في العالم، تعارض معاهدة حظر التجارب النووية الشاملة، لأن في أرضها يقع اثنان من ثلاثة مختبرات شهيرة لإنتاج الأسلحة النووية، أصلها مختبر لوس آلاموس الشهير.