تمكن فريق بحثي مصري باستخدام «الطفرات» في تحسين وتربية محصول جديد للترمس، أوضحت عمليات تربيته على مدى سبعة أجيال أنه مبكر النضج ومرتفع الانتاج وعالي البروتين، ويقول الباحث بقسم بحوث المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة المصرية الدكتور زغلول سيد لـ«الشرق الأوسط» انه تمكن من خلال تعريض بذور نبات الترمس لجرعات مختلفة من أشعة جاما أو نقعها في تركيزات مختلفة لمحلول أزيد الصوديوم من احداث طفرت في النبات أدت الى تحسين خواصه المختلفة موضحا انه بدراسة السلوك الوراثي لهذه الطفرات المنتجة خلال التجارب البحثية التي تم تنفيذها على مدى سبعة أجيال ثبت تفوق بعض هذه الطفرات على الأصناف الأبوية من حيث النضج المبكر وتبكير عملية الحصاد الى جانب ارتفاع انتاجية المحصول وزيادة كميته، كما بينت التحاليل انه عالي البروتين والمكونات الغذائية المختلفة.
ويذكر العالم المصري: ان هذه المميزات تختلف عن المحصول الأصلي بما يزيد عن 40% وهو الأمر الذي يعني امكانية نشر محصول ترمس يدر عائدا كبيرا على المزارعين ويعود على الانتاج الزراعي بالزيادة وخصوصا في ظل ازدياد عمليات الاستيراد من هذا المحصول الذي تقبل على تناوله فئات الشعب المصري في مختلف المناسبات وفي الأيام العادية، موضحا ان التجارب التي أجراها الفريق البحثي أكدت تفوق هذا الترمس الجديد في مقاومة مرض ذبول الفيوزاريوم الذي يعتبر أخطر الأمراض التي تصيب محصول الترمس في مصر وتؤدي الى تخفيض المحصول مما يرغم المزارع على الابتعاد عن زراعته لأن هذا المرض يؤثر بشكل كبير على انتاجية الترمس وخصوصا بعد انقضاء وقت طويل من عمر المحصول مما يتسبب في ايذاء زراع الترمس في مصر مؤكدا ان إنقاذ هذه الخسائر الكبيرة في المحصول عن طريق الاصناف الجديدة ستؤدي الى التوسع في زراعة هذه الاصناف حيث ان الفريق البحثي يستهدف من خلال برنامج معد مسبقا الى التوسع في استخدام اسلوب الطفرات لاستنباط اصناف محسنة تناسب الاقاليم الزراعية في مصر سواء شمال أو جنوب البلاد من أجل زيادة مساحة الترمس في مصر خاصة في الأراضي المستصلحة حديثا بعد ثبوت فوائد نبات الترمس ودوره في تحسين الخواص الطبيعية وزيادة الأزوت والمادة العضوية في الأرض حديثة الاستصلاح والتي تمثل الأمل في البلدان العربية لتوسيع الرقعة الزراعية في مختلف الاقطار والحاجة الى وسيلة علمية لرفع انتاجية هذه الأراضي عن طريق زراعة المحاصيل المفيدة لها.